للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٢] ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج ٣].

سأل رجلٌ الحسنَ بن علي عن ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ [البروج ٣]، قال: سألت أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت ابنَ عمر وابنَ الزبير، فقالا: يوم الذبح، ويوم الجمعة. قال: لا، ولكن الشاهد: محمد ، ثم قرأ ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ [النساء ٤١]، والمشهود: يوم القيامة، ثم قرأ ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ﴾ [هود ١٠٣]) (١).

* تحليل الاستدراك:

ذهب ابن عمر وابن الزبير إلى أن المراد بالشاهد والمشهود في هذه الآية: يوم النحر، ويوم الجمعة، وكلا هذين اليومين مشهد عظيم يشهده الناس، فيوم النحر أعظم المشاهد في الدنيا؛ فإنه يجتمع فيه حُجَّاجُ المشرق والمغرب بمنى ومزدلفة، وهو عيد المسلمين، ويوم الجمعة يشهده المسلمون للصلاة وذكر الله، وتشهد فيه الملائكة من يحضر الصلاة الأول فالأول، وقال فيه : (أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة) (٢). (٣)


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٣٠/ ١٦٣ (٢٨٥٣٤)، من طريق محمد بن حميد الرازي، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن شِباك الضبي. والطبراني بمعناه في الأوسط ٩/ ١٨٢ (٩٤٨٢)، والصغير ٢/ ٢٦٣ (١١٣٧)، من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه. وأخرج قريبًا منه الثعلبي في تفسيره ١٠/ ١٦٥، والواحدي في الوسيط ٤/ ٤٥٨.
وإسناده ضعيف؛ لتدليس المغيرة، وانقطاعه بين شِباك والحسن. وإسناد الطبراني ضعيف؛ لضعف يحيى بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن زيد. وينظر: مجمع الزوائد ٧/ ١٣٦.
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن ١/ ٥٢٤ (١٦٣٧)، وجوَّدَ إسناده المنذري في الترغيب والترهيب ٢/ ٣٢٨، وقال المناوي في فيض القدير ٢/ ٨٧: (قال الدميري: رجاله ثقات).
(٣) ينظر: التفسير الكبير ٣١/ ١٠٥.

<<  <   >  >>