للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فمن ثَمَّ يترجَّح القول بالعموم، ويدخل فيه أهلُ بدرٍ دُخولًا أوَّليًّا، ثمَّ غيرهم مِمَّنْ بعدهم، وهو قول الجمهور. (١)

* * *

[٤٥] ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف ٧٦].

عن سعيد بن جبير قال: (حَدَّثَ ابنُ عباس بحديثٍ فقال رجلٌ عنده: الحمد لله ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف ٧٦]. فقال ابن عباس: بئسما قلت، اللهُ العليمُ، وهو فوقَ كلِّ عالِمٍ) (٢).

* تحليل الاستدراك:

أنكر ابن عباس على الرجل فهمه للآية، ومن ثَمَّ استشهاده بها في ذلك الموقف، فإن الرجل استشهد بها على سعة علم ابن عباس وتَبَحُّره، بعد أن فهم منها أنه ما من عالم إلا وفوقه أعلم منه، فجعل الرجلُ هذا العالِمَ- المذكورَ في الآية- المحيط بعلم من قبله ابنَ عباس؛ ولذا أنكر عليه ابن عباس استشهاده وفهمه، وبَيَّنَ


(١) ينظر: جامع البيان ٩/ ٢٦٩، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٥٦٠، وروح المعاني ٩/ ٢٤١، والتحرير والتنوير ٩/ ٢٩١.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٢٠ (١٣٢٩)، وسعيد بن منصور في سننه ٥/ ٤٠٤ (١١٣٧)، وابن جرير في تفسيره ١٣/ ٣٥ (١٤٩٦٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٧٧ (١١٨٢٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات ١/ ٢٠٧، وعزاه السيوطي في الدر ٤/ ٥٠٠ لأبن المنذر وأبي الشيخ. من طريق عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن سعيد بن جبير.
وإسناده حسن لغيره، وله شواهد:
- عن ابن عباس ، أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٥ (١٤٩٦٦)، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٧٧ (١١٨٣٠)، وعزاه السيوطي في الدر ٤/ ٤٩٩ للفريابي، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وإسناده صحيح.
- وعن عكرمة، أخرجه ابن جرير ١٣/ ٣٦ (١٤٩٦٨)، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٧٧ (١١٨٣١)، وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>