للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وردَّ ابنُ عباس قولَ ابن جبير، وذهب إلى أن المعنى: لا أسألكم يا معشر قريش على هذا البلاغ والنصح أجرًا، إلا أن تَوَدُّوني في قرابتي منكم، وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم، حتى أُبَلِّغ رسالةَ ربي. وهذا القول معتمد على لفظ الآية، وسبب نزولها، فعن قتادة (ت: ١١٧) قال: (اجتمع المشركون في مجمعٍ لهم، فقال بعضهم لبعض: أترون محمدًا يسألُ على ما يتعاطاه أجرًا؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية) (١). ويشهد له كذلك زمن نزول الآية، فالسورة مكية (٢)، وسياقها في خطاب المشركين، قال تعالى بعد هذه الآية ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [الشورى ٢٤]، كما يشهد له واقع الحال، وذلك فيما ذكر ابن عباس بقوله: (إن النبي لم يكن بطنٌ من قريشٍ إلا كان لهُ فيهم قرابَةٌ).

* الحكم على الاستدراك:

وافق ابنَ جبير (ت: ٩٥) في قوله في هذه الآية: عليُّ بن الحسين (٣) (ت: ٩٣)، وعمرو بن شعيب (٤) (ت: ١١٨)، والسدي (ت: ١٢٨) في رواية (٥)، وعلى هذا القول تكون الآية عامَّة في حقِّ جميع المكلَّفين.

وقال بقول ابن عباس : مجاهدُ (ت: ١٠٤)، والشعبيُّ (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، وأبو مالك، وقتادة (ت: ١١٧)، والسدي


(١) أسباب النُّزول (ص: ٣٧٤)، وينظر: الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٧، والفتح ٨/ ٤٢٧.
(٢) ينظر: التنْزيل وترتيبه (ص: ٢٨)، والكشف والبيان ٨/ ٣١٠، وتفسير ابن كثير ٧/ ٣١٢٤.
(٣) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ذو الثفنات، ثقة عابد فقيه فاضل مشهور، مات سنة (٩٣). ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ١٠٨، والسير ٤/ ٣٨٦.
(٤) عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، أبو إبراهيم السهمي القرشي، محدث صدوق، مات سنة (١١٨). ينظر: الكاشف ٢/ ٣٣٢، وتهذيب التهذيب ٣/ ٢٧٧، والتقريب (ص: ٧٣٨).
(٥) ينظر: جامع البيان ٢٥/ ٣٣، والنكت والعيون ٥/ ٢٠٢، والجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٦.

<<  <   >  >>