للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• المَبْحَثُ الثَّانِي: أَثَرُ اسْتِدْرَاكَاتِ السَّلَفِ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى أَسْبَابِ الخَطَأِ فِي التَّفْسِيرِ.

تَضَمَّنت استدراكات السلف في التفسير إشاراتٍ تُبيِّن عددًا من أسباب الخطأِ في التفسير؛ فإن المُفَسِّر حين يستدرك على قولٍ ويُخَطِّئُه يذكرُ أحيانًا وجه خَطَئِه وسبَبَه ليُعلَم ويُجتَنب.

وذِكرُهم لهذه الأسباب ربما كان صريحًا في أنها سبب الخطأ، كما في قول عمر لقدامة بن مظعون : (أخطأتَ التأويل)، لَمَّا استدل له على إباحة شربه للخمر بالآية، ثم ذكر عمر سبب خطأِه بقوله: (إنك إذا اتَّقَيت اجتنبت ما حَرَّمَ اللهُ عليك) (١). وربما ذُكِرَ السبب على سبيل الإيماء والإشارة، كما في قول ابن مسعود لمَّا بلغه قولٌ لكعب الأحبار (ت: ٣٢)، قال: (إنها نزلت وهو يهودي) (٢).

وهذا جمعٌ لمَا ذُكِر عن السلف من أسباب الخطأِ في التفسير، من خلال ما تَمَّت دراسته من استدراكاتٍ في الباب الأول:

١ - عدم التأمُّل في نظائر الآية وما يُفَسِّرها في القرآن، كما في الاستدراكات (١، ٨، ١١، ١٨، ٦٠، ٦٢، ٧٩). (٣)

٢ - الأخذ بالنظائر القرآنية فقط دون النظر إلى غيرها من وجوه التفسير، كما في الاستدراكات (٣٦، ٦٢، ٦٤)، وهذا مُقابِلٌ للسبب الأول.

٣ - عدم العلم بالسُّنَّة النبويَّة المُفَسِّرة للآية، أو مخالفة صريحها (١١، ٢١، ٣٤، ٤٧).


(١) ينظر الاستدراك رقم (١٦) (ص: ٩٩).
(٢) ينظر الاستدراك رقم (٣٩) (ص: ٢١٩).
(٣) وينظر: تفسير ابن وهب ٢/ ١٠٤، وجامع البيان ٧/ ٣٣٤ عن أُبَي بن كعب .

<<  <   >  >>