للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾، إلى قوله ﴿إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]، قال: لئن أكلتم الميتة وأطعتموهم إنكم لمشركون) (١).

* تحليل الاستدراك:

نفى الشعبيُّ (ت: ١٠٤) أن يكون المُراد بقوله تعالى ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]: الأمراء. وهو ما تذهبُ إليه الخوارج بناءً على أصلهم في تكفير الأمراء من غير معسكرهم، وكُفْرِ من أطاعهم أو أقام في دارهم، وكذا تكفيرهم الحكمين ومن رضي بالتحكيم وأطاع فيه. (٢)

وبَيَّن الشعبيُّ (ت: ١٠٤) أن المُراد بالآية: طاعةُ المشركين في تحليل الميتة على أنها ممَّا قَتَلَ الله تعالى. وهو في ذلك مُعتَمِدٌ صراحةً على سبب النُّزول الذي ذكره، وكذا سياق الآية ظاهرٌ في بيان أحكام الأطعمة وحالاتها، قال تعالى ﴿فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ [الأنعام ١١٨ - ١١٩].

* الحكم على الاستدراك:

أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت في مجادلة المشركين في الميتة (٣)، وجوابًا على ما أوحته إليهم شياطينهم من الإنس والجن في ذلك، قال ابن عباس : (قالوا: يا محمد أمَّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأمَّا ما قتل ربكم


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٨٠ (٧٨٥٠)، من طريق علي بن الحسين بن الجنيد، عن عثمان بن أبي شيبة، عن مالك بن إسماعيل أبو غسَّان، عن عيسى بن عبد الرحمن.
وإسناده صحيح.
(٢) ينظر: مقالات الإسلاميين (ص: ٨٦، ١٢٥)، ومجموع الفتاوى ١٩/ ٨٩، والبداية والنهاية ٧/ ٢٢٢، والمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد ابن حنبل في العقيدة ٢/ ٣٥٣.
(٣) ينظر: الوسيط ٢/ ٣١٧، والعذب النمير ٢/ ٥١٩.

<<  <   >  >>