للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والضحاك، وروت معناه عائشة عن النبي .. ، وقال لها مَرَّة: (ما أراه إلا حضور أجلي) (١)، وتأوَّلَه عمر والعباس بحضرة رسول الله ، فصَدَّقَهما) (٢).

وعليه جمهور المفسرين (٣)، كمقاتل (ت: ١٥٠)، وابن جرير (ت: ٣١٠)، والواحدي (ت: ٤٦٨)، وابن عطية (ت: ٥٤٦)، والرازي (ت: ٦٠٤)، وابن تيمية (ت: ٧٢٨)، وابن القيم (ت: ٧٥١)، والشاطبي (ت: ٧٩٠). (٤)

[ومن مسائل هذا الاستدراك]

أولًا: الحَثُّ على التأمُّل في معاني المعاني، ولوازمها، وربط الوحي- كتابًا وسُنَّةً- بعضَه ببعض، والغوص فيما وراء الألفاظ؛ للوقوف على مُرادات الله ورسوله ، قال الغزالي (ت: ٥٠٥): (من زعم أنه لا معنى للقرآن إلا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مُخبرٌ عن حَدِّ نفسه، وهو مُصيبٌ في الإخبار عن نفسه، مُخطِئٌ في الحكم بردِّ كافَّة الخلق إلى درجته التي هي حَدُّه ومَحَطُّه، بل الأخبار والآثار تدل على أن في القرآن مُتَّسعًا لأرباب الفهم؛ ففيه رموزٌ وإشارات، ومعانٍ وعبارات، وتلويحٌ ودلالات، يختَصُّ بدَرْكها أهلُ الفهم من ذوي العنايات) (٥)، وقال ابن القيم (ت: ٧٥١): (والعلم بمُراد المتكلم يُعرَف تارةً من عموم لفظه، وتارةً من عموم عِلَّته، والحَوالَةُ على الأوَّل أوضح لأرباب الألفاظ، وعلى الثاني أوضح لأرباب المعاني


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٨/ ٦٥٨ مُعَلَّقًا بصيغة الجزم.
(٢) المحرر الوجيز ٥/ ٥٣٢، وينظر: الفتح السماوي ٣/ ١١٣٣.
(٣) زاد المسير (ص: ١٥٩٩).
(٤) ينظر: تفسير مقاتل ٣/ ٥٣٠، وجامع البيان ٣٠/ ٤٣٣، والوجيز ٢/ ١٢٣٨، والمحرر الوجيز ٥/ ٥٣٢، والتفسير الكبير ٣٢/ ١٥١، ومجموع الفتاوى ١٦/ ٤١٨، وإعلام الموقعين ٣/ ١٢٤، والصواعق المرسلة ٢/ ٥٠٩، ومدارج السالكين ١/ ٣٢٨، والموافقات ٤/ ٢١٠.
(٥) إحياء علوم الدين ١/ ٢٨٩ باختصار وتصرُّف، وينظر: الكلمات البيِّنات، لمرعي الكرمي، ضمن لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام، رسالة رقم: ٦٢، (ص: ٢٢).

<<  <   >  >>