للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصَحَّ عن عمر نحو ذلك (١)، فَدَلَّ على عدم العموم؛ لعدم مُؤاخذةِ من وقع منه ذلك بعد بدر، وقد فَرَّ الناس يوم أُحُد فعفا الله عنهم، وقال فيهم يوم حنين ﴿ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾ [التوبة ٢٥]، ولم يقع على ذلك تعنيف. (٢)

* الحكم على الاستدراك:

ذهب عمر، وابنه، وابن عباس، وأبو هريرة، وأبو سعيد ، وعكرمة (ت: ١٠٥)، وأبو نضرة (٣) (ت: ١٠٨)، والحسن (ت: ١١٠)، ونافع (ت: ١١٧)، وقتادة (ت: ١١٧)، ويزيد بن أبي حبيب (٤) (ت: ١٢٨)، إلى أن الآية خاصَّةٌ بأهل بدر (٥)، واستُدِلَّ لهذا القول بما سبق.

وذهب جمهور العلماء إلى أن الآية عامَّة لكل المؤمنين في كل زمن، وعلى كل حال، إلا حال التحرُّف والتَّحَيُّز (٦). وقالوا إن هذه الآية نزلت بعد انقضاء الحرب يوم


(١) تقدم تخريجه في شواهد الاستدراك.
(٢) ينظر: المحرر الوجيز ٢/ ٥١٠.
(٣) المنذر بن مالك العبدي، أبو نَضْرَة البصري، تابعي ثقة، مات سنة (١٠٨). ينظر: الكاشف ٣/ ١٧٥، والتقريب (ص: ٩٧١).
(٤) يزيد بن أبي حبيب سويد الأزدي، أبو رجاء المصري، ثقة فقيه، مات سنة (١٢٨). ينظر: الكاشف ٣/ ٢٧٥، والتقريب (ص: ١٠٧٣).
(٥) ينظر: جامع البيان ٩/ ٢٦٦، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٥٥٩، ونسبه الواحدي في الوسيط ٢/ ٤٤٩، والوجيز ١/ ٤٣٤ لأكثر المفسرين، وبه يقول أبو حنيفة، ينظر: النكت والعيون ٢/ ٣٠٤، وفتح القدير ٢/ ٤٢٢، وقال الجصاص (ت: ٣٧٠) عن هذا القول: (ليس بسديد). أحكام القرآن ٣/ ٦٢.
(٦) ينظر: المحلى ٧/ ٢١١، وتفسير السمعاني ٢/ ٢٥٤، وأحكام القرآن، لابن العربي ٢/ ٣١٥، والمغني ٩/ ٢٥٤، والمجموع ٢١/ ١٠٤، وشرح النووي على مسلم ١/ ٢٦٧، والإنصاف ٤/ ٩٠، ومواهب الجليل ٤/ ٥٤٧.
والتحرف للقتال: أن ينحاز إلى موضع يكون القتال فيه أمكن. والتحيز إلى فئة: أن يصير إلى فئة من المسلمين ليكون معهم فيقوى بهم على عدوهم، سواء بعدت المسافة أو قربت. ينظر: معالم التنْزيل ٣/ ٣٣٧، والمغني ٩/ ٢٥٥.

<<  <   >  >>