للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودرجته عند الله فإن عملَه يُضاعَف له أجره، ويشهد لهذا المعنى أن الله ضاعف لهذه الأمة؛ لكونها خير أمة أُخرِجَت للناس أجرها مَرَّتين، فقال تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ﴾ [الحديد ٢٨]، وفي الصحيح قال : (إنما مَثَلُكُم ومثَلُ اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمَّالًا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط، فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: نحن أكثرُ عَملًا وأقلُّ عَطاءً. قال الله: هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟ قالوا: لا. قال: فإنه فضلي أعطيه من شئت) (١)، كما يشهد له قوله تعالى في حقِّ أزواج نبيه ﴿يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ [الأحزاب ٣٠]، إلى قوله ﴿وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١) يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ [الأحزاب ٣٢]. (٢)

* الحكم على الاستدراك:

ذهب إلى العموم في الآية جماعة من المفسرين (٣)، ورَجَّح ابنُ جرير (ت: ٣١٠)، قولَ أبي هريرة ، جمعًا بين آيتي النساء والأنعام السابقتين (٤)، وينبغي المصير


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٦/ ٥٧١ (٣٤٥٩).
(٢) ينظر: فتح الباري، لابن رجب ١/ ١٦٢.
(٣) ينظر: الوجيز ١/ ٢٦٥، وتفسير السمعاني ٢/ ١٦٠، والمحرر الوجيز ٢/ ٥٤، ٣٦٨، وأحكام القرآن، لابن الفَرَس المالكي (مخطوط، ص: ١٣٥)، والجامع لأحكام القرآن ٧/ ٩٨، والبحر المحيط ٣/ ٢٦٢، وفتح القدير ٢/ ٢٥٧، وروح المعاني ٨/ ٤٣٢، والعذب النمير ٢/ ٩٣٢.
(٤) جامع البيان ٥/ ١٢٨.

<<  <   >  >>