للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٣] ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة ٢٢٢].

عن أبي المنهال (١) قال: (كنت عند أبي العالية يومًا فتوضأ وتوضأت، فقلت ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة ٢٢٢]. فقال: إن الطهور بالماء لَحَسن، ولكنهم المتطهرون من الذنوب) (٢).

* تحليل الاستدراك:

حملَ أبو المنهال (ت: ١٢٩) التطهر في الآية على الطهارة بالماء، وهو قولٌ معتَمِدٌ على المتبادر من اللفظ، وسياق الآية، ووروده بهذا المعنى في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية. فظاهر اللفظ المتبادر منه هو التطهر بالماء، قال ابن جرير (ت: ٣١٠): (ذلك هو الأغلب من ظاهر معانيه) (٣)، قال تعالى ﴿وَإِنْ كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ [المائدة ٨]، وقال ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفال ١١]، ثُمَّ موضوع الآية في الحيض وبيان حكمه والطهارة منه، ولَمَّا كانت الطهارة منه بالغسل بالماء، ناسب خِتام الآية بالثناء على فاعليه، وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة ١٠٨]، وقد ثبت


(١) سيَّار بن سلامة الرياحي، أبو المنهال البصري، ثقة، مات سنة (١٢٩). ينظر: الكاشف ١/ ٤١٤، والتقريب (ص: ٤٢٧).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١/ ١٣ (٢٣)، و ٧/ ٢٠٧ (٣٥٣٨٢)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٠٣ (٢١٢٧)، و ٦/ ١٨٨٣ (١٠٠٨٣)، وعزاه السيوطي في الدر ١/ ٥٨٩ لوكيع، وعبد بن حميد. من طريق عبَّاد بن العوَّام، وعوف بن أبي جميلة العَبدي الأعرابي، عن أبي المنهال. وقد تحَرَّفَ في مصنف ابن أبي شيبة، وتفسير ابن أبي حاتم إلى (المنهال).
وإسناده صحيح.
(٣) ينظر: جامع البيان ٢/ ٥٣١.

<<  <   >  >>