للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثاني عشر: أنه ليس كُلُّ من تَوَلَّى عليه إمامٌ عادلٌ يكون من حزب الله، ويكون غالبًا، فإن أئمة العدل يتوَلَّون على المنافقين والكُفار، كما كان تحت حكم النبي في المدينة ذِمِّيُون ومنافقون.

[ومن مسائل هذا الاستدراك]

أولًا: أن تخصيص عموم المعاني القرآنية بلا دليل تحريفٌ لمعاني كتاب الله تعالى، وقصورٌ عن ملاحظة العموم في اللفظ، ووقوفٌ بالآيةِ دون ما تشتمل عليه من المعاني، وهذا تقصير في الفهم يبعث عليه غالبًا الجهلُ والهوى (١)، وقد عَدَّ الأصفهاني (ت: ٧٤٩) هذا القصرَ من التأويل المُستَكرَه؛ وهو ما يُستَبْشَعُ إذا سُبِرَ بالحُجَّة (٢)، وقال ابن القيم (ت: ٧٥١): (وهكذا تجدُ كلَّ أصحاب مذهب من المذاهب إذا ورد عليهم عامٌّ يخالفُ مذهبهم ادَّعوا تخصيصه، وقالوا: أكثرُ عمومات القرآن مخصوصةٌ. وليس ذلك بصحيح، بل أكثرُها محفوظةٌ باقيةٌ على عمومها. فعليك بحفظ العموم فإنه يخلصك من أقوال كثيرةٍ باطلة) (٣).

ثانيًا: من أهم أسباب الغلط في التفسير: الجهل بلغةِ العرب عمومًا، وبالفروق اللغوية بين الألفاظ المُتشابهة وحملها على معنىً واحدٍ خصوصًا، وهو من أبواب التحريف المَطروقة عند المبتدعة، قال الحسن (ت:): (أهلكتكم العُجْمَةُ، تتأوَّلون القرآنَ على غير تأوِيلِه) (٤)، وقال الزهري (ت: ١٢٤): (إنما أخطأَ الناسُ في كثيرٍ من تأويلِ القرآن لجهلهم بلغة العرب)، وقال أبو عبيد (ت: ٢٢٤): (سمعت الأصمعي يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول: سمعت أيوب السختياني يقول: عامَّةُ من


(١) سبق بيان هذا في الاستدراك رقم (٧٧) (ص: ٣٦٦).
(٢) مقدمات تفسير الأصفهاني (ص: ١٣٤).
(٣) الصواعق المرسلة ٢/ ٦٨٩.
(٤) خلق أفعال العباد (ص: ٦١، ١٠٢) (٢٣٦، ٤١٠)، والاعتصام (ص: ١٨١، ٥٠٤).

<<  <   >  >>