للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفاسد مُقَدَّمٌ على جلبِ المصالح" (١)، ومنه رَدُّ ابن عباس لمقالة الرجل، على التخريج الثاني له كما سبق.

رابعًا: سلامة سياق الحال ممَّا يخدش تعظيم القرآن الكريم، أو يقرنه بِسَفهٍ أو عَبَث. (٢)

وتتكامل هذه الضوابط وتلتقي مع بعض شروط الاستنباط والتفسير على القياس، التي أشار إليها ابن القيم (ت: ٧٥١) (٣)؛ إذ كلا الأمرين زائد على التفسير بمجرد اللفظ أو المعنى.

* * *

[٤٦] ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [النحل ٧٢].

عن زِرِّ بن حُبَيش (٤) قال: (قال لي عبد الله بن مسعود: ما الحفدةُ يا زِرّ؟ قال: قلت: هم أحفادُ الرجلِ من ولده، وولد ولده. قال: لا، هم الأصْهَار) (٥).


(١) ينظر: قواعد الأحكام ١/ ٨٣، والموافقات ٣/ ٤٦٥، والأشباه والنظائر، للسيوطي ١/ ٧٨، ولابن نُجيم (ص: ٩١).
(٢) ينظر: المستدرك على مجموع الفتاوى ١/ ١٧٢.
(٣) سبق ذكرها في الاستدراك رقم (٢٣) (ص: ١٣٨).
(٤) زِرُّ بن حبيش الأسدي، أبو مريم الكوفي، ثقة جليل مُخضرم، كان من أعرب الناس، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية، مات سنة (٨٢). ينظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٤١٤، والسير ٤/ ١٦٦، والتقريب (ص: ٣٣٦).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٧٣ (١٥٠٢)، وابن جرير في تفسيره ١٤/ ١٨٩ (١٦٤٣٨)، والطبراني في الكبير ٩/ ٢٢٤ (٩٠٩٠ - ٩٠٩٣)، والبيهقي في السنن ٧/ ٧٧ (١٣٢٢٢ - ١٣٢٢٣)، وعزاه السيوطي في الدر ٥/ ١٣١ للفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي حاتم. من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زِرّ. وتابع زِرَّ مسروقُ، كما في التاريخ الكبير للبخاري ٦/ ١٥٤. وتابع عاصمًا المنهالُ بن عمرو، كما في تفسير ابن جرير ١٤/ ١٨٨ (١٦٤٣١)، ومعجم الطبراني الكبير ٩/ ٢٢٤ (٩٠٨٨)، ومستدرك الحاكم ٢/ ٣٨٧ (٣٣٥٦). وقد أخرج ابن جرير في إحدى طرق هذا الأثر: (عن عاصم، عن ورقاء: سألت عبد الله .. ) ١٤/ ١٨٨ (١٦٤٣١). وورقاء هو: ابن عمر اليشكري الكوفي، المتوفى (بعد ١٦٠)، وعاصم لم يروِ عن ورقاء، وورقاءُ لم يلق ابن مسعود، فهو وهم، وصوابه: (عن زِرّ) كما في معجم الطبراني الكبير ٩/ ٢٢٤ (٩٠٩٠)، وهو في سائر الروايات عن (زِرّ). ينظر: جامع البيان ١٤/ ٢٩٦، حاشية: ٤، ط/ التركي، وتهذيب التهذيب ٤/ ٣٠٦. وتابعَ ابن عيينةَ المعلى بن هلال، كما في تفسير ابن سلاَّم ١/ ٧٦.
وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، وابن حجر، كما في الفتح ٨/ ٢٣٨.

<<  <   >  >>