للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرضين سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، وبرز نبت الأرض من سبع. قال: فقال: هذا أخبرتني ما أعلم، أرأيت ما لا أعلم؟ ما قولك: نبت الأرض من سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول ﴿ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا﴾ [عبس ٢٦]، إلى قوله ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ [عبس ٣١]، والأبُّ: نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس. قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد؟! إني والله ما أرى القول إلا كما قُلتَ، وقال: قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا، وإني آمرك أن تتكلم معهم) (١).

ثالثًا: العلمُ المستَنبَطُ على وجهه أقرب إلى علم النبوة وأعلى درجةً من غيره، قال تعالى ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء ٨٣]، فَخَصَّ الله تعالى أهل الاستنباط من أولي الأمر- وهم العلماء- بعلم حقيقة الأمر من الأمن أو الخوف، دون غيرهم من أهل العلم. (٢)

* * *

[٢٥] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران ١٠٢].

عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران ١٠٢]، قال: (إنها لم تُنسَخ، ولكن ﴿حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران ١٠٢]: أن يجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، ولا يأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم) (٣).


(١) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢/ ٩٧٠ (١٩٠٤)، وابن جرير في تفسيره ٣٠/ ٧٥ (٢٨١٨٨)، وابن خزيمة في صحيحه ٣/ ٣٢٢ (٢١٧٢)، والحاكم في مستدركه ١/ ٦٠٤ (١٥٩٧)، والبيهقي في السنن ٤/ ٣١٣ (٨٣٤٢)، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم، وابن حجر في الفتح ١٣/ ٢٨٥.
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى ٤/ ٩٤، وإعلام الموقعين ١/ ٣٩٧، والوابل الصيب (ص: ١٣٨).
(٣) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٤/ ٤٠ (٥٩٦٥)، وابن المنذر في تفسيره ١/ ٣١٨ (٧٧٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٢٢ (٣٩١٠)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (ص: ٩٠)، وابن الجوزي في نواسخ القرآن ١/ ١٠٨. من طريق أبي صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وهي المشهورة بصحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وقد استقر الأمر على أن هذه الطريق من أحسن الطرق وأجودها عن ابن عباس، وقد اعتمد عليها كثيرًا البخاري في صحيحه، وابن أبي حاتم، وغيرهما من العلماء، وجمعها السيوطي في الإتقان ١/ ٢٣٠ في موضع واحد على ترتيب السور، من تفسيري ابن جرير وابن أبي حاتم. وينظر: إعراب القرآن، للنحاس ٣/ ٧٣، والعُجاب في بيان الأسباب ١/ ٢٠٦، وفتح الباري ٨/ ٢٩٣، والإتقان ٢/ ٣٧٤، والدر ٤/ ٢٧٣.
وإسناده حسن.

<<  <   >  >>