للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال قتادة (١) (ت: ١١٧) ومعمر (٢) (ت: ١٥٣): (سلفًا إلى النار) (٣)، وعن زيد بن أسلم (٤) (ت: ١٣٦) قال: (ما من أحد إلا وله سَلَفٌ في الخير والشر) (٥).

ثَانِيًا: السَّلَفُ اصطلاحًا:

اشتهر استعمال مصطلح "السَّلَف" في كلام العلماء وإطلاقاتهم على أنه وصفُ مدحٍ وتزكية، قال ابن تيمية (٦) (ت: ٧٢٨): (ومن المعلوم أن مذهب السلف إن كان يُعرَف بالنقل عنهم، فليرجع في ذلك إلى الآثار المنقولة عنهم، وإن كان إنما يُعرَف بالاستدلال المحض؛ بأن يكون كل من رأى قولًا عنده هو الصواب قال: هذا قول السلف؛ لأن السلف لا يقولون إلا الصواب، وهذا هو الصواب. فهذا هو الذي يُجرِّئ المبتدعة على أن يزعم كلٌّ منهم أنه على مذهب السلف، فقائل هذا القول قد عاب نفسه بنفسه حيث انتحل مذهب السلف بلا نقل عنهم، بل بدعواه: أن قوله هو الحق) (٧)، ووجه الخيرية والزَّكاءِ في الانتساب إلى السلف هو أنَّهم خيرُ القرون، كمَا ثبت عن ابن مسعود ، أن


(١) قتادة بن دعامة السدوسي البصري، الفقيه الحافظ المفسر، ثقة ثبت يُضرب بحفظه المثل، مات بطاعون واسط، سنة (١١٧). ينظر: طبقات ابن سعد ٧/ ١١٨، وطبقات المفسرين، للداوودي (ص: ٣٣٢).
(٢) معمر بن راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن، الحافظ المفسر، صاحب الجامع المشهور في السير والمغازي، توفي سنة (١٥٣). ينظر: السير ٧/ ٥، وتهذيب التهذيب ٤/ ١٢٥.
(٣) جامع البيان ٢٥/ ١٠٩.
(٤) زيد بن أسلم العدوي، أبو عبد الله المدني، الإمام المفسر الفقيه، صَنَّف تفسير القرآن، ورواه عنه ابنه عبد الرحمن، مات سنة (١٣٦) وقيل (١٤٦). ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٢٦٠، طبقات المفسرين، للداوودي (ص: ١٢٨).
(٥) تفسير السمعاني ٥/ ١١٠.
(٦) أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، الحَرَّاني الدمشقي، تقيّ الدين أبو العباس، شيخ الإسلام، أحدُ الأعلام، صنف: منهاج السنة النبوية، ودرء تعارض العقل والنقل، وغيرهما، مات سنة (٧٢٨). ينظر: البداية والنهاية ١٤/ ١٠٨، وطبقات المفسرين، للداوودي (ص: ٣٧).
(٧) مجموع الفتاوى ٤/ ١٥٠.

<<  <   >  >>