للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا المعنى الأخير هو المقصود بهذه اللفظة في هذا المقام، ويُستخلص منه وممّا سبق ما يأتي:

- أن في الاستدراك سابقًا مُستَدرَكًا عليه، ولاحقًا مُستَدرِكًا.

- وأن فعله لازم ومُتعَدٍ (١).

- وأن اللاحق في الاستدراك مُصلِحٌ لخطأِ الأوّل، أو مكمِّلٌ لنقصِه، أو كاشفٌ عنه لَبْسَه.

ومن ثَمَّ يمكن صياغة معنىً جامعٍ للاستدراك من مجموع ما سبق فيُقال: الاستدراك هو:

إِتْبَاعُ القولِ الأولِ بقولٍ ثانٍ، يُصْلِحُ خَطَأهُ، أو يُكْمِلُ نَقصه، أو يُزيلُ عنه لبسًا.

وعلى هذا المعنى جرى استخدام العلماء لهذه الكلمة في مُؤلفاتهم وتعَقُّباتهم في شتى العلوم. (٢)


(١) الزاهر في غريب ألفاظ الإمام الشافعي (ص: ٢٧٦).
(٢) من أشهر ما أُلِّفَ في ذلك: «جزء فيه استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة» لأبي منصور الشيحي البغدادي (ت: ٤٨٩)، وبنى عليه الزركشي (ت: ٧٩٤) كتابه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة»، ولخصه السيوطي (ت: ٩١١) وزاد عليه في «عين الإصابة فيما استدركته السيدة عائشة على الصحابة».
ومن الاستدراكات في العلوم المختلفة:
- «المُتَدارك على المَدارك» لابن الضياء العَدَويّ محمد بن أحمد الصاغاني الحنفي (ت: ٨٥٤)، عمله على تفسير النسفي، ووصل فيه إلى آخر سورة هود، وأتمَّه أبوه. ينظر: الضوء اللامع ٧/ ٨٤.
- «المستدرك على الصحيحين» للحاكم (ت: ٤٠٥)، ولأبي ذر الهروي (ت: ٤٣٤). يُنظر: كشف الظنون ٢/ ١٦٧٢، والرسالة المستطرفة (ص: ٢٤، ٢٦).
- «المستدرك في فروع الشافعية» لإسماعيل بن محمد البوشنجى الشافعي (ت: ٥٣٦). يُنظر: كشف الظنون ٢/ ١٦٧٣.
- استدراكات ابن الخشاب النحوي (ت: ٥٦٧) على المقامات للحريري، وانتصر فيها لابن برّي. يُنظر: كشف الظنون ٢/ ١٧٩١.
- «الاستدراك على القاموس» لزين الدين المُناوي (ت: ١٠٣١)، ومثله لابن معصوم الحسني (ت: ١١١٩). يُنظر: معجم المعاجم (ص: ٢٣٩).
وللوقوف على معنى الاستدراك عند النحويين، والأصوليين، والفقهاء، ينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية ٣/ ٢٦٩.

<<  <   >  >>