للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفيه عنها، وإنما يُقال: إنه في الخيل أظهر منه في غيرها. (١)

ثالثًا: أن إيراء النار بحوافر الخيل حين عَدوِها، أوضح وأبين منه بأخفاف الإبل، قال الرازي (ت: ٦٠٤): (وأيضًا فالقدح يظهر بالحافر ما لا يظهر بخف الإبل) (٢)، وقال ابن القيم (ت: ٧٥١): (قال الجرجاني: كلا القولين قد جاء في التفسير، إلا أن السياق يدلُّ على أنها الخيل، وهو قوله تعالى ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ [العاديات ٢]، والإيراء لا يكون إلا للحافر؛ لصلابته، وأمَّا الخف ففيه لين واسترخاء). (٣)

رابعًا: قال ابن القيم (ت: ٧٥١) عند ذكره لقول من رجح أن المراد الخيل: (قالوا: والنقع هو الغبار، وإثارة الخيل بعَدوِها له، أظهر من إثارة أخفاف الإبل .. ، قالوا: وأعظم ما يُثير الغبار عند الإغارة إذا توسطت الخيلُ جمع العَدوّ؛ لكثرة حركتها واضطرابها في ذلك المكان. وأما حمل الآية في إثارة الغبار في وادي مُحَسِّر عند الإغارة فليس بالبَيِّن، ولا يثور هناك غبار في الغالب؛ لصلابة المكان) (٤)، كما أن الإفاضة من عرفات، ثم من مزدلفة لا تحتمل هذا العَدْو، وليس هو فيها بمحمود؛ لأنه كان ينادي: (السكينة السكينة) (٥)، فلو وُجِدَ لما كان موضع تفخيم وتعظيم.

خامسًا: المشهور أن إثارة النقع من لوازم الحرب، قال الشاعر (٦):

كأنَّ مَثَار النَّقعِ فوقَ رؤوسِنا … وأسيافنَا ليلٌ تهاوَى كواكِبه


(١) ينظر: التبيان في أقسام القرآن (ص: ٨٣)، ولسان العرب ٢/ ٥٢٣.
(٢) التفسير الكبير ٣٢/ ٦١.
(٣) التبيان في أقسام القرآن (ص: ٨٣)، وينظر: الزاهر، لابن الأنباري ٢/ ١٨٤.
(٤) التبيان في أقسام القرآن (ص: ٨٣).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ٣٢٧ (١٢١٨).
(٦) بشار بن برد، والبيت في ديوانه (ص: ١٤٦).

<<  <   >  >>