للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيًا: قوله تعالى ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ [هود ٤٦]، أي أن الذي ذكرت أنه ابنك، فسألتني أن أنجيَه عملٌ غيرُ صالحٍ، لأنه لغير رِشدَة - أي: ابن زنا-، فالهاء في قوله ﴿إِنَّهُ﴾ عائدة على الابن. (١)

ثالثًا: قوله تعالى ﴿فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [هود ٤٦]، أي أن نوحًا لم يكن يعلم أنه ليس منه، حتى أخبره الله تعالى.

رابعًا: قوله تعالى ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾ [هود ٤٥]، فلم يقل مِنَّي، ويعضده قراءة علي وعروة بن الزبير (٢) (ت: ٩٤): ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ﴾ [هود ٤٢]، أو ﴿ابْنَهُ﴾ [هود ٤٢] بفتح الهاء من غير إشباع، بمعنى: ابنها. (٣)

خامسًا: أنه المفهوم من قوله تعالى ﴿فَخَانَتَاهُمَا﴾ [التحريم ١٠] عند الإطلاق.

سادسًا: أن جريمة الزنا ليست بأعظم من جريمة الشرك بالله تعالى، وقد كانتا مُشركتين بالله، كما أخبرنا تعالى ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ﴾ [التحريم ١٠]، وليس يمتنع اجتماع هاتين الجريمتين، وهو قول الحسن فيما ذكره عنه النَّقَّاش (٤) (ت: ٣٥١)، قال: (خانتاهما بالكفر والزنا وغيره) (٥). (٦)


(١) ينظر: جامع البيان ٢٨/ ٧٠.
(٢) عروة بن الزبير بن العوَّام الأسدي القرشي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه مشهور، أحد الفقهاء السبعة، أخذ عن خالته أم المؤمنين عائشة فأكثر، مات سنة (٩٤). ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٩١، والسير ٤/ ٤٢١.
(٣) ينظر: غرائب التفسير ١/ ٥٠٦، والجامع لأحكام القرآن ٩/ ٣١، ٣٣.
(٤) محمد بن الحسن بن محمد الموصلي ثم البغدادي، أبو بكر النَّقَّاش، المُقرئ المُفَسر، صنَّفَ تفسيره: شفاء الصدور، والإشارة في غريب القرآن، وغيرها، مات سنة (٣٥١). ينظر: السير ١٥/ ٥٧٣، والبداية والنهاية ١١/ ٢٠٤.
(٥) بواسطة المحرر الوجيز ٥/ ٣٣٥.
(٦) هذه بعض مآخذ هؤلاء الأئمة في هذا القول، وليس فيه عندهم طعنٌ في النبوة، ولا غَضٌّ من الرسالة، ولو تحقق ذلك عندهم ما نطقوا بشيء منه، كيف وهم من أعلم الناس بمقام الأنبياء وحقوقهم؟! فما كان أغنى الآلوسي (ت: ١٢٧٠) عمَّا قاله في أصحاب هذا القول عند هذه الآية. ينظر: روح المعاني ٢٨/ ٤٩٣.

<<  <   >  >>