للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: أن آخِرَ شرابهم يُختَمُ بمسك يُجعَلُ فيه، فسُؤْرُ شرابهم المسك. قاله أبو الدرداء، وابن مسعود، وابن عباس ، وعلقمة (ت: ٦٢)، وسعيد بن جبير (ت: ٩٥)، والنخعي (ت: ٩٦)، والضحاك (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، وقتادة (ت: ١١٧) (١)، وعليه عامَّة اللغويين (٢)، قال ابن دُرَيْد (٣) (ت: ٣٢١): (خِتامُ كلِّ مشروبٍ: آخِرَه) (٤).

الثالث: أنه ممزوج ومخلوط بالمسك. وهو قول ابن مسعود ، وعلقمة (ت: ٦٢)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، ورواية عن الحسن (ت: ١١٠) (٥).

وبيان هذه الأقوال كما يأتي:

- القول الأول مأخوذ من الطبع، وهو من معاني الختم لُغةً، ويرجع إلى المعنى الثاني كما سبق. واستُبعِدَ أن يكون مُرادًا في الآية من جهة أن شراب أهل الجنة جارٍ مجرى الماء في الأنهار، وليس مُعَتَّقًا في الدِّنان، فيُطَيَّن عليها وتُختَم (٦)، قال تعالى ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ


(١) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٣٢، وتهذيب اللغة ٧/ ١٣٨، وزاد المسير (ص: ١٥٢٧)، والجامع لأحكام القرآن ١٩/ ١٧٤، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٧٣٣.
(٢) ينظر: العين ١/ ٣٨٧، وما تلحن فيه العوام، للكسائي، ضمن بحوث وتحقيقات للعلامة الميمني ٢/ ٤١، ومعاني القرآن، للفراء ٣/ ٢٤٨، ومجاز القرآن ٢/ ٢٩٠، وجمهرة اللغة ١/ ٣٨٩، وتهذيب اللغة ٧/ ١٣٨، وتفسير غريب القرآن (ص: ٤٤٥)، والصحاح ٥/ ١٩٠٨، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٠، ومقاييس اللغة ١/ ٣٩٢، وأساس البلاغة ١/ ٢٣١، والمفردات (ص: ٢٧٥).
(٣) محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، أبو بكر البصري، اللغوي الأديب، صاحب الجمهرة، والأمالي، وغريب القرآن- ولم يُتِمَّه-، مات سنة (٣٢١). ينظر: معجم الأدباء ٦/ ٢٤٨٩، وبغية الوعاة ١/ ٧٦.
(٤) جمهرة اللغة ١/ ٣٨٩.
(٥) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٣٢، وتهذيب اللغة ٧/ ١٣٨، والجُمان في تشبيهات القرآن (ص: ٤٠٧)، وزاد المسير (ص: ١٥٢٧).
(٦) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٣٣، والمحرر الوجيز ٥/ ٤٥٣.

<<  <   >  >>