للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة ١٦٧]. قال: أخبرني رسول الله أنهم الكفار. قلت لجابر: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران ١٩٢]، قال: ومَا أَخْزَاه حين أَحْرقَه بالنار! وإنَّ دُون ذلك لَخِزْيًا) (١)، وفي هذا الخبر نَصٌّ نبوي على تخصيص الآية في الكفار. وقد انحرفت المعتزلة في هذه الآية- ونحوها من النصوص- انحرافَ الخوارج قبلهم، فعن سفيان بن عيينة (٢) (ت: ١٩٨) - بعدما روى حديث جابر هذا- قال: (قدم عمرو بن عبيد (٣) ومعه رجل تابعٌ له على هواه، فدخل عمرو بن عبيد الحِجْر يصلي فيه، وخرج صاحبُه على عمرو بن دينار وهو يحدث هذا عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله ، قال: فرجع إلى عمرو بن عبيد فقال له: يا ضالّ، أما كنت تخبرنا أنه لا يخرج أحدٌ من النار؟! قال: بلى. قال: فهو ذا عمرو بن دينار يذكر أنه سمعَ جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله : (يخرج قومٌ من النار فيدخلون الجنة)، قال: فقال عمرو بن عبيد: هذا له معنىً لا تعرفه. قال: فقال الرجل: وأيُّ معنىً يكون لهذا؟! قال: ثم قلب ثوبه من يومه وفارقه) (٤).

وتفسير جابر لهذه الآية هو الحق الموافق لنصوص الشرع- ومنها أحاديث الشفاعة السابقة-، وقد رفعَ جابر تفسيره إلى رسول الله كما سبق، وهو


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٤/ ٢٨٠ (٦٦٦٣)، والحاكم في مستدركه ٢/ ٣٢٨ (٣١٧٣)، وإسناده ضعيف. وفي طبعة الحلبي لتفسير ابن جرير: (وما إخزاؤه)، ولا يستقيم، وتصويبه من الدر ٢/ ٣٨٣: (وما أخزاه!) على التعجب. وينظر: طبعتي محمود شاكر ٧/ ٤٧٩، والتركي ٦/ ٣١٣.
(٢) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ إمام حُجَّة، أثبت الناس في عمرو بن دينار، مات سنة (١٩٨). ينظر: الكاشف ١/ ٣٧٩، والتقريب (ص: ٣٩٥).
(٣) عمرو بن عبيد بن باب التميمي مولاهم، أبو عثمان المعتزلي القدري، أخذ الاعتزال عن واصل بن عطاء، وزوَّجَه أختَه، ودعا إلى مذهبه، مات سنة (١٤٣). ينظر: تاريخ بغداد ١٢/ ١٦٦، وميزان الاعتدال ٥/ ٣٢٩.
(٤) شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٦/ ١١٦٣ (٢٠٤٨)، وتاريخ بغداد ١٢/ ١٧٧.

<<  <   >  >>