للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ت: ١١٧)، والكلبي (ت: ١٤٦)، وابن زيد (ت: ١٨٢). (١)

الرابع: أنهم بنو امرأة الرجل من غيره، وهو قول ابن عباس . (٢)

وليس شيء من هذه الأقوال مردودًا لُغةً، ما دامت غيرَ خارجةٍ عن مدلول اللفظة الأصلي، غيرَ أنَّ أحدَها لا يحتمله لفظ الآية، وهو القول الأول: أنهم الأعوان والخدم؛ فإن الآية اقتصرت من معاني "الحفدة" على ما كان من طريق الزوجة، مُباشرةً أو تسَبُّبًا كما سيأتي، والأعوان والخدم ليسوا من هذا الطريق، وهو ما أشار إليه ابن زيد (ت: ١٨٢) بقوله: (ليس تكون العبيد من الأزواج، كيف يكون من زوجي عبد؟!). فهذا المعنى صحيح لُغةً، لكنه لا يصحُّ تفسيرًا للآية، إلا معَ تَأَوُّلِ حَذفٍ وتقدير؛ فيه من التَكَلُّفِ وتحميل النَّصِّ ما فيه (٣). ولتخريج هذا القول على معنىً تحتمله الآية بلا تَكَلُّف يُقال: إنهم أرادوا نوعًا من الأعوان والخدم خاصًّا، وهم البنون وأبنائهم؛ فإنهم أقرب الأعوان، وأسرعهم، وأحرصهم خدمةً، ويشهد له من السُّنَّة قوله : (والولد عبدٌ لك) (٤)، وقول الحسن (ت: ١١٠): (الحفدة: الخدم، يعني ولدًا يخدمونه، وولد ولده) (٥)، وقول ابن زيد (ت: ١٨٢): (الحفدة: الخدم من ولد الرجل، هم ولده، وهم يخدمونه) (٦).


(١) ينظر: تفسير ابن سلاَّم ١/ ٧٥، وجامع البيان ١٤/ ١٨٩، ١٩٢، ومعاني القرآن، للنحاس ٤/ ٨٩، وتهذيب اللغة ٤/ ٢٤٧.
(٢) من طريق العوفي. ينظر: جامع البيان ١٤/ ١٩٢، وزاد المسير (ص: ٧٨٦)، والدر المنثور ٥/ ١٣١.
(٣) ينظر: معاني القرآن، للنحاس ٤/ ٩٠، والتفسير اللغوي (ص: ٥٩٠).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٦/ ٢٤٩ (١٠٧٠٤)، وأبو داود في سننه ٢/ ٢٤١ (٢١٣١)، والطبراني في الكبير ٢/ ٤٨ (١٢٤٣)، والحاكم ٢/ ١٩٩ (٢٧٤٦) وصححه، والبيهقي في السنن ٧/ ١٥٧ (١٣٦٦٧). وفي سنده ضعف.
(٥) تفسير ابن سلاَّم ١/ ٧٥، وتفسير القرآن العزيز ٢/ ٤١٠.
(٦) جامع البيان ١٤/ ١٩٢.

<<  <   >  >>