للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن المراد بالسهو هنا: ترك الصلاة. وليس مُرادهم مُطلَقُ الترك، فإن الآيةَ قبلها نَصٌّ في وقوع الصلاة منهم، وإنما كما قال ابن عباس : (هم المنافقون؛ يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا) (١)، وقد أبطلَ ابن مسعود معنى الترك بالكُلِّيَّة فقال: (والله ما تركوها البَتَّة، ولو تركوها البَتَّة كانوا كُفَّارًا) (٢).

وذهب ابن عباس (٣)، ومجاهد (ت: ١٠٤) (٤)، وقتادة (ت: ١١٧)، وابن زيد (ت: ١٨٢)، والفراء (ت: ٢٠٧)، إلى أن المُراد: التهاون، والتغافل، واللهو عنها (٥). وفي قراءة ابن مسعود : ﴿عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون ٦] (٦).

وذهب أبو العالية (ت: ٩٣)، إلى أن المُراد: السهو فيها؛ فلا يدري عن كم انصرف؟ (٧).

وذهب سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وابن عباس، وابن أبزى ، ومسروق (ت: ٦٣)، وأبو العالية (ت: ٩٣)، والنخعي (ت: ٩٦)، وأبو الضحى (ت: ١٠٠)، ومصعب بن سعد (ت: ١٠٣)، والحسن (ت: ١١٠)، وأحمد ابن حنبل (ت: ٢٤١)، إلى أن المُراد: تأخيرها عن وقتها. (٨)

وجُملَةُ الأقوال السابقة صحيحة مُحتَمَلَة، ومُتقاربَةٌ غير مُتعارضة، فالسهو في


(١) جامع البيان ٣٠/ ٤٠٢ (٢٩٤٥٦).
(٢) زاد المسير (ص: ١٥٩٤)، وينظر: نكت القرآن ٤/ ٥٥٠، والتفسير الكبير ٣٢/ ١٠٧.
(٣) معاني القرآن، للفراء ٣/ ٢٩٥.
(٤) من طريق ليث، وابن أبي نجيح. ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤٠٣.
(٥) معاني القرآن، للفراء ٣/ ٢٩٥، وجامع البيان ٣٠/ ٤٠٣.
(٦) تفسير مجاهد ٢/ ٧٨٦، والقراءات الشاذة، لابن خالويه (ص: ١٨١).
(٧) تفسير مجاهد ٢/ ٧٨٧، وتفسير عبد الرزاق ٣/ ٤٦٤.
(٨) تفسير مجاهد ٢/ ٧٨٧، وجامع البيان ٣٠/ ٤٠١، وزاد المسير (ص: ١٥٩٤)، وبدائع الفوائد ٣/ ١٠٢٩.

<<  <   >  >>