للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاجتماعية في ذلك الوقت (١)، ولواجب البيان والبلاغ، بَيَّن بطلان هذا القول، في ذلك المقام.

ومن ثَمَّ ينبغي أن لا تخلوا كتب التفسير في كلِّ زمان من مثل هذه الإشارات والوقفات؛ سيرًا على نهج السلف في هذا الباب، وربطًا للناس بكتاب الله تعالى واقعًا وسلوكًا، وردًا للباطل وأهله من كل سبيل.

ثانيًا: تتلخص الأصول المنهجية للاختصار في ثلاثة أصول:

الأول: صحة الفهم.

الثاني: حسن البيان.

الثالث: سلامة المقصد.

فالأصل الأول يعصم من سوء الفهم، قلا يُبنَى المُختَصَر على ما لم يُرِده صاحب الأصل. والأصل الثاني يعصم من الخطأِ في إيصال مُراد صاحب الأصل. والأصل الثالث يعصم من تحريف مُراد صاحب الأصل، بزيادة أو نقص أو تصرُّفٍ في العبارة على وجه يُحيل المعنى إلى خلاف مُراد المؤلف، وعلى ما يوافق رأي المُختَصِر (٢). وأكثر ما يقع الخلل في مُختصرات التفسير من الإخلال بهذا الأصل، وعلى الأخص عند التخالف في الاعتقاد. وهو ما عُرِضَ لمثاله في اختصار هود بن محَكِّم لعبارة ابن سلاَّم (ت: ٢٠٠) . (٣)


(١) مكث ابنُ سَلاَّم (١٢٤ - ٢٠٠) بأفريقية عشرين عامًا، عاصر فيها عددًا من حركات الأباضية في الشمال الأفريقي، والتي بدأت عام (١٣١) واستمرت حتى عام (٢٩٦) بنهاية الدولة الأباضية الرستمية، وقامت بعدها إمارات صغيرة ومشيخات إقليمية، لم يكن لها سلطان نافذ أو مدة طويلة كالدولة الرستمية. ينظر: غاية النهاية ٢/ ٣٧٣، ومقدمة تفسير ابن سلاَّم ١/ ١١، والتفسير والمفسرون في غرب أفريقيا ١/ ٥٥.
(٢) لَمَّا اجتمع لابن عباس العلمُ بالقرآن، وحسنُ البيان، كان "ترجمان القرآن"، ولا يكون ذلك إلا لِمَنْ تَحَقَّق علمه فيما يترجم عنه، وما يُتَرجِمُ إليه. وينظر قول صالح بن كيسان المتقدم (ص: ٣١٢).
(٣) للاستزادة ينظر: قواعد الاختصار المنهجي في التأليف، للدكتور عبد الغني مزهر، مجلة البحوث الإسلامية العدد (٥٩) (ص: ٣٣٧)، والاختصار في التفسير، لعلي بن سعيد العَمْري، رسالة ماجستير، بجامعة أم القرى.

<<  <   >  >>