للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود ١١٤]، فقال الصحابة: يا رسول الله أَلِهَذا خاصَّةً؟ قال: (بل للنَّاس كافَّةً) (١). وفي أحدِ الاستدراكات رَجَّح محمد بن كعب القرظي (ت: ١٠٨) قولَه بِهذه القاعدة فقال: (إن الآية تنْزِل في الرَّجلِ ثم تكون عامَّةً بعدُ) (٢)، ثم تتابع المفسرون على الاحتجاج بِهذه القاعدة والترجيح بِها، قال ابن جرير (ت: ٣١٠): (إن الآية كانت قد تنْزل لسبب من الأسباب، ويكون الحكم بها عامًّا في كل ما كان بمعنى السبب الذي نَزلت فيه) (٣).

ثانيًا: انحصرت وجوه الترجيح في استدراكات السلف في أربعةِ أقسام عامَّة:

الأول: ترجيح المعنى لدلالةٍ شرعيَّةٍ، كدلالة القرآن والسنة نَصًّا على المعنى، أو وروده فيهما بذلك المعنى، أو للإجماع على معنى وعدم المخالف فيه، أو لمخالفته لنصوص الشرع وقواعده، كما في الاستدراكات رقم (١، ٨، ١٠، ١١، ١٣، ١٩، ٢١، ٢٢، ٤٧، ٦٢، ٦٤، ٦٩، ٧٩). (٤)

الثاني: ترجيح المعنى لدلالةٍ لُغَويَّةٍ، كأن يكون أظهر معاني اللفظ وأشهرها والمتبادر منها، أو يكون أصلًا لِمعانيه الأخرى، أو يكون بذلك المعنى في عُرفِ من


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٦/ ٢٣٣ (٢٧٦٣).
(٢) ينظر الاستدراك رقم (٦٥) (ص: ٣١٩).
(٣) جامع البيان ١٤/ ٣٤١ ط: التركي. وينظر في إعمال هذه القاعدة: المحرر الوجيز ١/ ٣٧١، وأنوار التنْزيل ٢/ ٩٨٠، ومجموع الفتاوى ١٣/ ٣٣٩، ١٥/ ٣٦٤، والبحر المحيط ١/ ٤٢٧، وتفسير ابن كثير ٣/ ١٠٩٤، ٤/ ١٥٧٠.
(٤) وينظر أيضًا الاستدراكات الآتية: تفسير ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨١ عن رسول الله ، والدر ٥/ ٤٦٦ عن رسول الله ، والدر ٢/ ٤٤٦ عن ابن عباس ، والدر ٣/ ٤٠٨ عن كعب الأحبار، وجامع البيان ١٢/ ٢٦٤ عن أبي عبيد القاسم بن سلاَّم، وتفسير البستي ٢/ ١٥٤ عن ابن عيينة.

<<  <   >  >>