للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: يا نبي الله، إنه كَبُرَ على أصحابك هذه الآية. فقال رسول الله : (إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليُطَيِّب بِها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم)، فكَبَّرَ عمر ، ثم قال له النبي : (ألا أخبرك بخير ما يكنِز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سَرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته) (١).


(١) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ١/ ٣٧٤ (٥٦٠)، وأبو داود في السنن ٢/ ١٢٦ (١٦٦٤)، وأبو يعلى في المسند ٤/ ٣٧٨ (٢٤٩٩)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٨٨ (١٠٠٨٠)، والجصاص في أحكام القرآن ٣/ ١٣٧، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٦٧ (١٤٨٧)، و ٢/ ٣٦٣ (٣٢٨١)، والبيهقي في السنن ٤/ ٨٣ (٧٠٢٧)، والشعب ٣/ ١٩٤ (٣٣٠٧)، وعزاه ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٦٤٩ لابن مردويه، وكذا السيوطي في الدر ٤/ ١٦٣ لابن أبي شيبة في مسنده. من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المُحاربي، عن أبيه، عن غيلان بن جامع المحاربي، عن جعفر بن إياس، عن مجاهد، عن ابن عباس . وفي إحدى طريقي الحاكم، وطريق أبي يعلى، وابن أبي حاتم، والبيهقي: عن غيلان، عن عثمان أبي اليقظان البجلي، عن جعفر، به.
وهو حديث حسن لغيره، صححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي في موضع (تلخيص المستدرك ١/ ٥٦٧)، وتعقبه في موضع آخر وقال: عثمان لا أعرفه، والخبر عجيب. (تلخيص المستدرك ٢/ ٣٦٣). وعثمان هو ابن عمير البجلي كما سبق. ومن شواهده حديث سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: لَمَّا نزلت هذه الآية، قال المهاجرون: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال عمر: أنا أعلم لكم ذلك، فقال: يا رسول الله، إن المهاجرين قد شَقَّ عليهم، وقالوا: فأيّ المال نتَّخِذ؟ فقال رسول الله : (لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجةً مؤمنةً تعين أحدكم على دينه). وهو حديث صحيح، أخرجه موصولًا أحمد ٥/ ٢٧٨ (٢٢٤٤٦)، والترمذي وحَسَّنَه ٥/ ٢٧٧ (٣٠٩٤)، وابن ماجة ١/ ٥٩٦ (١٨٥٦)، وابن أبي عاصم في الزهد ١/ ٢٦، وابن جرير ١٠/ ١٥٣، ١٥٤ (١٢٩٤٤ - ١٢٩٤٥)، والطبراني في الأوسط ٧/ ١٠ (٦٧٠٠)، والصغير ٢/ ١٢١ (٨٩٠)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٨٢، ورجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن رواية سالم عن ثوبان مُرسلة، قال الترمذي بعد روايته للحديث: (سألت محمد بن إسماعيل فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ فقال: لا)؛ ولذا أخرجه مُرسلًا الثوري في تفسيره (ص: ١٢٥)، وعبد الرزاق في التفسير ٢/ ١٤٥ (١٠٧٦)، وابن جرير ١٠/ ١٥٣ (١٢٩٤٤)، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٨ (١٠٠٨٣)، وله شاهد جيد عند أحمد ٥/ ٣٦٦ (٢٣١٥٠)، من طريق شعبة، عن سالم، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أحد الصحابة ، ذكر فيه نحو هذا الحديث، ويظهر أن الصحابي هنا هو ثوبان، فتكون الواسطة بين سالم وثوبان عبد الله بن أبي الهذيل، وهو ثقة، فيصح به الحديث.
وينظر لغيره من الشواهد: الكافي الشافِ، لابن حجر ٢/ ٢٥٨، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٦٤٩.

<<  <   >  >>