وهو حديث حسن لغيره، صححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي في موضع (تلخيص المستدرك ١/ ٥٦٧)، وتعقبه في موضع آخر وقال: عثمان لا أعرفه، والخبر عجيب. (تلخيص المستدرك ٢/ ٣٦٣). وعثمان هو ابن عمير البجلي كما سبق. ومن شواهده حديث سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان ﵁ قال: لَمَّا نزلت هذه الآية، قال المهاجرون: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال عمر: أنا أعلم لكم ذلك، فقال: يا رسول الله، إن المهاجرين قد شَقَّ عليهم، وقالوا: فأيّ المال نتَّخِذ؟ فقال رسول الله ﷺ: (لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجةً مؤمنةً تعين أحدكم على دينه). وهو حديث صحيح، أخرجه موصولًا أحمد ٥/ ٢٧٨ (٢٢٤٤٦)، والترمذي وحَسَّنَه ٥/ ٢٧٧ (٣٠٩٤)، وابن ماجة ١/ ٥٩٦ (١٨٥٦)، وابن أبي عاصم في الزهد ١/ ٢٦، وابن جرير ١٠/ ١٥٣، ١٥٤ (١٢٩٤٤ - ١٢٩٤٥)، والطبراني في الأوسط ٧/ ١٠ (٦٧٠٠)، والصغير ٢/ ١٢١ (٨٩٠)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ١٨٢، ورجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن رواية سالم عن ثوبان مُرسلة، قال الترمذي بعد روايته للحديث: (سألت محمد بن إسماعيل فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟ فقال: لا)؛ ولذا أخرجه مُرسلًا الثوري في تفسيره (ص: ١٢٥)، وعبد الرزاق في التفسير ٢/ ١٤٥ (١٠٧٦)، وابن جرير ١٠/ ١٥٣ (١٢٩٤٤)، وابن أبي حاتم ٦/ ١٧٨٨ (١٠٠٨٣)، وله شاهد جيد عند أحمد ٥/ ٣٦٦ (٢٣١٥٠)، من طريق شعبة، عن سالم، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أحد الصحابة ﵃، ذكر فيه نحو هذا الحديث، ويظهر أن الصحابي هنا هو ثوبان، فتكون الواسطة بين سالم وثوبان عبد الله بن أبي الهذيل، وهو ثقة، فيصح به الحديث. وينظر لغيره من الشواهد: الكافي الشافِ، لابن حجر ٢/ ٢٥٨، وتفسير ابن كثير ٤/ ١٦٤٩.