للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها، هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل، أو يصوم له، أو يتصدق له، أترون أنه قد أشرك؟ قالوا: نعم والله، إن من صلى لرجل، أو صام له، أو تصدق له، لقد أشرك، فقال شداد: فإني سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:

«من صلى يرائي، فقد أشرك، ومن صام يرائي، فقد أشرك، ومن تصدق يرائي، فقد أشرك».

فقال عوف بن مالك، عند ذلك: أفلا يعمد إلى ما ابتغي فيه وجهه، من ذلك العمل كله، فيقبل ما خلص له، ويدع ما أشرك به؟ فقال شداد، عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول:

«إن الله، عز وجل، يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئا، فإن حشده عمله، قليله وكثيره، لشريكه الذي أشرك به، وأنا عنه غني».

أخرجه أحمد (١٧٢٧٠) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا عبد الحميد، يعني ابن بَهرام، قال: قال شهر بن حوشب: قال ابن غنم، فذكره (١).


(١) المسند الجامع (٥١٨٢)، وأطراف المسند (٢٨٤٢ و ٢٨٥٣)، ومَجمَع الزوائد ١٠/ ٢٢٠، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (١٠٧٥).
والحديث؛ أخرجه الطيالسي (١٢١٦)، والبزار (٣٤٨٢)، والشاشي (١٣١٧)، والطبراني (٧١٣٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٦٤٢٧).