للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

• أخرجه عبد الرزاق (٩٧٥١). والتِّرمِذي (٣٣٤٠ م) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، وعَبد بن حُميد، المعنى واحد، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال:

«كان ملك من الملوك، وكان لذلك الملك كاهن يكهن له، فقال الكاهن: انظروا لي غلاما فهما، أو قال: فطنا لقنا، فأعلمه علمي هذا، فإني أخاف أن أموت، فينقطع منكم هذا العلم، ولا يكون فيكم من يعلمه، قال: فنظروا له على ما وصف، فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن، وأن يختلف إليه، فجعل يختلف إليه، وكان على طريق الغلام راهب في صومعة ـ قال معمر: أحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين ـ قال: فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب، كلما مر به، فلم يزل به حتى أخبره، فقال: إنما أعبد الله، قال: فجعل الغلام يمكث عند الراهب، ويبطئ عن الكاهن، فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام: إنه لا يكاد يحضرني، فأخبر الغلام الراهب بذلك، فقال له الراهب: إذا قال لك الكاهن: أين كنت؟ فقل: عند أهلي، وإذا قال لك أهلك: أين كنت؟ فأخبرهم أنك كنت عند الكاهن، قال: فبينما الغلام على ذلك، إذ مر بجماعة من الناس كثير، قد حبستهم دابة، فقال بعضهم: إن تلك الدابة كانت أسدا، قال: فأخذ الغلام حجرا، فقال: اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا، فأسألك أن أقتلها، قال: ثم رمى فقتل الدابة، فقال الناس: من قتلها؟ قالوا: الغلام، ففزع الناس وقالوا: لقد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد، قال: فسمع به أعمى، فقال له: إن أنت رددت بصري، فلك كذا وكذا، قال: لا أريد منك هذا، ولكن أرأيت إن رجع إليك بصرك، أتؤمن بالذي رده عليك؟ قال: نعم، قال: فدعا الله فرد عليه بصره، فآمن الأعمى، فبلغ الملك أمرهم، فبعث إليهم، فأتي بهم، فقال: لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه، فأمر بالراهب، والرجل الذي كان أعمى، فوضع المنشار على مفرق أحدهما، فقتله، وقتل الآخر بقتلة أخرى، ثم أمر بالغلام، فقال: انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا، فألقوه من رأسه،