للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- فوائد:

- اضطربت رواية سفيان، عند أحمد (١٦٥٦٦)، فقال مرة: «غسل رجليه مرتين»، وقال مرة: «مسح برأسه مرة»، وقال مرتين: «مسح برأسه مرتين».

وقد رواه الحميدي، وابن خزيمة، من طريق سفيان، وليس فيه عدد مسح الرأس والرجلين.

- قال البيهقي: أخرجه أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي، في كتاب «السنن»، من حديث سفيان بن عُيينة، هكذا في مسح الرأس مرتين، وقد خالفه مالك، ووهيب، وسليمان بن بلال، وخالد الواسطي، وغيرهم، فرووه عن عَمرو بن يحيى، في مسح الرأس مرة، إلا أنه قال: أقبل وأدبر. «السنن» ١/ ٦٣.

- وعد ابن عبد البَر هذا من أوهام سفيان بن عُيينة، فقال: أما الموضع الثاني الذي وهم ابن عُيينة فيه، في هذا الحديث، فإنه ذكر فيه مسح الرأس مرتين، ولم يذكر فيه أحد «مرتين» غير ابن عُيينة، وأظنه، والله أعلم، تأول الحديث، قوله: «فمسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر»، وما ذكرناه عن ابن عُيينة، فمن رواية مُسدد، ومحمد بن منصور، وأَبي بكر بن أبي شيبة، كلهم ذكر فيه، عن ابن عُيينة ما حكينا عنه، يعني مسح الرأس مرتين،

⦗٢٣٥⦘

وغسل الرجل مرتين، وأما الحميدي، فإنه ميز ذلك، فلم يذكره، أو حفظ عن ابن عُيينة أنه رجع عنه، فذكر فيه عن ابن عُيينة: «ومسح رأسه، وغسل رجليه». فلم يصف المسح، ولا قال: «مرتين».

- وفي رواية أحمد (١٦٥٧٠)، زاد فيها: «ومسح بأذنيه»، وهذه خالف فيها هاشم بن القاسم جميع من رواه عن عبد العزيز بن أبي سلمة، نذكر منهم: أحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن حسان، وأبا الوليد الطيالسي، وسهل بن حماد، وصالح بن مالك الخوارزمي، رووه جميعا عن عبد العزيز، ولم يذكروا هذه اللفظة المنكرة.

وتزداد غرابة هذه اللفظة، بالمقارنة بما رواه مالك، وسفيان بن عُيينة، وخالد بن عبد الله، والدراوَرْدي، ووهيب، وسليمان بن بلال، عن عَمرو بن يحيى المازني، ولم يذكر أحد منهم هذه الزيادة.

فالوهم إما أن يكون من عبد العزيز بن أبي سلمة، والذي خالف مالكا، وجماعته المذكورة، وعبد العزيز، وإن كان ثقة، إلا أنه ليس أهلا لأن يخالف مالكا وحده، فكيف، ومع مالك: سفيان، ووهيب؟! .. إلى آخرهم.

قال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي، بخط يده: قيل لأبي زكريا، وهو يحيى بن مَعين: عبد العزيز المَاجِشون، هو مثل ليث، وإبراهيم بن سعد؟ فقال: لا، هو دونهما، إنما كان رجلا يقول بالقدر والكلام، ثم تركه، وأقبل إلى السنة، ولم يكن من شأنه الحديث، فلما قدم بغداد كتبوا عنه، فكان بعد يقول: جعلني أهل بغداد محدثا، وكان صدوقا ثقة» تاريخ بغداد» ١٢/ ١٩٧.

أو يكون من هاشم بن القاسم، وقد خالف فيه كل من رواه عن عبد العزيز.