١٠٣٥٨ - عن أَبي أُمامة، قال: يا عَمرو بن عبسة، صاحب العقل، عقل الصدقة، رجل من بني سليم، بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام؟ قال:
«إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبار مكة، ويحدث أحاديث، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مستخف، وإذا قومه عليه جرآء، فتلطفت له فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي الله، فقلت: وما نبي الله؟ قال: رسول الله، قال: قلت: آلله أرسلك؟ قال: نعم، قلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء، وكسر الأوثان، وصلة الرحم، فقلت له: من معك على هذا؟ قال: حر وعبد، أو عبد وحر، وإذا معه أَبو بكر بن أبي قحافة، وبلال مولى أَبي بكر، قلت: إني متبعك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي، قال: فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت، فخرج رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم مهاجرا إلى المدينة، فجعلت أتخبر الأخبار، حتى جاء ركبة من يثرب، فقلت: ما هذا المكي الذي أتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه، وتركنا الناس سراعا، قال عَمرو بن
⦗١٤٤⦘
عبسة: فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم، ألست أنت الذي أتيتني بمكة؟ قال: قلت: بلى، فقلت: يا رسول الله، علمني مما علمك الله وأجهل، قال: إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة، حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح، أو رمحين، فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب حين تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قلت: يا نبي الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ما منكم من أحد يقرب وضوءه، ثم يتمضمض ويستنشق وينتثر، إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين ينتثر،