للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في الحليس, فمنهم من يقول: جاءه، فقال له مثل ما قال لبديل، وعروة, ومنهم من قال: لما رأى الهدي رجع إلى قريش، فقال: لقد رأيت امرءا، لئن صددتموه إني لخائف عليكم أن يصيبكم عنت، فأبصروا بصركم، قالوا: اجلس، ودعوا رجلا من قريش، يقال له: مكرز بن حفص بن الأخيف، من بني عامر بن لؤي, فبعثوه، فلما رآه النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال: هذا رجل فاجر ينظر بعين، فقال له مثل ما قال لبديل، ولأصحابه في المدة, فجاءهم فأخبرهم, فبعثوا سهيل بن عَمرو، من بني عامر بن لؤي، يكاتب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على الذي دعا إليه, فجاءه سهيل بن عَمرو، فقال: قد بعثتني قريش إليك، أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: نعم، اكتب: بسم الله الرَّحمَن الرحيم، قال: قال: ما أعرف الله، ولا أعرف الرَّحمَن، ولكن اكتب كما كنا نكتب: باسمك اللهم، فوجد الناس من ذلك، وقالوا: لا نكاتبك على خطة حتى تقر: بالرَّحمَن الرحيم، قال سهيل: إذا لا أكاتبه على خطة حتى أرجع، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: اكتب: باسمك اللهم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قال: لا أقر, لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك، ولا عصيتك, ولكن اكتب: محمد بن عبد الله, فوجد الناس منها أيضا، قال: اكتب: محمد بن عبد الله، سهيل بن عَمرو، فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله, ألسنا على الحق؟ أوليس عدونا على باطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله، ولن أعصيه، ولن يضيعني, وأَبو بكر متنح ناحية, فأتاه عمر، فقال: يا أبا بكر، فقال: نعم، قال: ألسنا على الحق؟ أوليس عدونا على

⦗٣٤١⦘

باطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر, فإنه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ولن يضيعه الله، ولن يعصيه, وكان في شرط الكتاب: أنه من كان منا فأتاك، فإن كان على دينك رددته إلينا، ومن جاءنا من قبلك رددناه إليك، قال: أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي برده, وأما التي اشترطت لنفسك فتلك بيني وبينك, فبينما الناس على ذلك الحال، إذ طلع عليهم أَبو جندل بن سهيل بن عَمرو يرسف في الحديد، قد خلا له أسفل مكة، متوشحا السيف, فرفع سهيل رأسه، فإذا هو بابنه أبي جندل،