للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: هذا أول من قاضيتك على رده، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: يا سهيل، إنا لم نقض الكتاب بعد، قال: ولا أكاتبك على خطة حتى ترده، قال: فشأنك به، قال: فبهش أَبو جندل إلى الناس، فقال: يا معشر المسلمين, أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! فلصق به عمر، وأَبوه آخذ بيده يجتره، وعمر يقول: إنما هو رجل, ومعك السيف, فانطلق به أَبوه, فكان النبي صَلى الله عَليه وسَلم يرد عليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما اجتمعوا نفر فيهم أَبو بصير، وردهم إليهم، أقاموا بساحل البحر, فكانوا قطعوا على قريش متجرهم إلى الشام, فبعثوا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إنا نراها منك صلة أن تردهم إليك وتجمعهم, فردهم إليه, وكان فيما أرادهم النبي صَلى الله عَليه وسَلم في الكتاب: أن يدعوه يدخل مكة، فيقضي نسكه، وينحر هديه بين ظهريهم, فقالوا: لا تحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا، ولكن ارجع عامك هذا, فإذا كان قابل أذنا لك، فاعتمرت وأقمت ثلاثا, وقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقال للناس: قوموا فانحروا هديكم، واحلقوا، وأحلوا، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم الناس بذلك، ثلاث مرات, فما تحرك رجل ولا قام من مجلسه، فلما رأى النبي صَلى الله عَليه وسَلم ذلك دخل على أُم سلمة, وكان خرج بها في تلك الغزوة، فقال: يا أُم سلمة, ما بال الناس, أمرتهم ثلاث مرار أن ينحروا، وأن يحلقوا، وأن يحلوا، فما قام رجل إلى ما أمرته به؟ قالت: يا رسول الله, اخرج أنت فاصنع ذلك, فقام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى يمم هديه، فنحره، ودعا حلاقا فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وثبوا إلى هديهم فنحروه, وأكب بعضهم يحلق

⦗٣٤٢⦘

بعضا، حتى كاد بعضهم أن يغم بعضا من الزحام».