للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٤٠٦ - عن معقل بن يسار؛ أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجان، فقال: أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، فإن قطعت أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس، فدخل المسجد، فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي، فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته، قال: ما أراني إلا مستعملك، قال: أما جابيا فلا، ولكن غازيا، قال: فإنك غاز، فوجهه وكتب إلى أهل الكوفة أن يمدوه، قال: ومعه الزبير بن العوام، وعمرو بن معدي كرب، وحذيفة، والمغيرة بن شعبة، وابن

⦗٣٢٠⦘

عمر، والأشعث بن قيس، قال: فأرسل النعمان المغيرة بن شعبة إلى ملكهم، وهو يقال له: ذو الحاجبين، فقطع إليهم نهرهم، فقيل لذي الحاجبين: إن رسول العرب هاهنا، فشاور أصحابه، فقال: ما ترون؟ أقعد له في بهجة الملك وهيئة الملك، أو أقعد له في هيئة الحرب؟ قالوا: لا، بل اقعد له في بهجة الملك، فقعد على سريره، ووضع التاج على رأسه، وقعد أبناء الملوك سماطين، عليهم القرطة وأساورة الذهب، والديباج، قال: فأذن للمغيرة، فأخذ بضبعه رجلان، ومعه رمحه وسيفه، قال: فجعل يطعن برمحه في بسطهم يخرقها ليتطيروا، حتى قام بين يديه، قال: فجعل يكلمه، والترجمان يترجم بينهما: إنكم معشر العرب، أصابكم جوع وجهد، فجئتم، فإن شئتم مرناكم ورجعتم، قال: فتكلم المغيرة بن شعبة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنا معشر العرب، كنا أذلة، يطؤنا الناس ولا نطؤهم، ونأكل الكلاب والجيفة، وإن الله ابتعث منا نبيا في شرف منا، أوسطنا حسبا، وأصدقنا حديثا،