للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: فبعث النبي صَلى الله عَليه وسَلم بما بعثه به، فأخبرنا بأشياء وجدناها كما قال، وإنه وعدنا فيما وعدنا أنا سنملك ما هاهنا ونغلب عليه، وإني أرى هاهنا بزة وهيئة، ما أرى من خلفي بتاركيها حتى يصيبوها، قال: ثم قالت لي نفسي: لو جمعت جراميزك فوثبت فقعدت مع العلج على سريره حتى يتطير، قال: فوثبت وثبة، فإذا أنا معه على سريره، فجعلوا يطؤوني بأرجلهم، ويجروني بأيديهم، فقلت: إنا لا نفعل هذا برسلكم، فإن كنت عجزت واستحمقت، فلا تؤاخذوني، فإن الرسل لا يفعل بهم هذا، فقال الملك: إن شئتم قطعنا إليكم، وإن شئتم قطعتم إلينا، فقلت: لا، بل نحن نقطع إليكم، قال: فقطعنا إليهم، فتسلسلوا كل خمسة، وسبعة، وستة، وعشرة في سلسلة، حتى لا يفروا، فعبرنا إليهم فصاففناهم، فرشقونا حتى أسرعوا فينا، فقال المغيرة للنعمان: إنه قد أسرع في الناس، قد خرجوا، قد أسرع فيهم، فلو حملت؟ قال النعمان: إنك لذو مناقب؛

⦗٣٢١⦘

«وقد شهدت مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، ولكن شهدت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فكان إذا لم يقاتل أول النهار، انتظر حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر».

ثم قال: إني هاز لوائي ثلاث هزات، فأما أول هزة، فليقض الرجل حاجته، وليتوضأ، وأما الثانية، نظر رجل إلى شسعه ورم من سلاحه، فإذا هززت الثالثة، فاحملوا، ولا يلوين أحد على أحد، وإن قتل النعمان فلا يلوين عليه أحد، وإني داعي الله بدعوة، فأقسمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها، فقال: اللهم ارزق النعمان اليوم الشهادة في نصر وفتح عليهم، قال: فأمن القوم، قال: وهز ثلاث هزات، قال: ثم نثل درعه، ثم حمل وحمل الناس، قال: وكان أول صريع،