للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- وفي رواية: «انطلق النبي صَلى الله عَليه وسَلم نحو البقيع، وانطلقت أتلوه، فالتفت فرآني, فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك يا رسول الله، وسعديك، وأنا فداؤك، فقال: إن

⦗٢٢٢⦘

المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا في حق، قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: هكذا ثلاثا، ثم عرض لنا أحد, فقال: يا أبا ذر، فقلت: لبيك رسول الله, وسعديك، وأنا فداؤك، قال: ما يسرني أن أحدا لآل محمد ذهبا، فيمسي عندهم دينار، أو قال: مثقال، ثم عرض لنا واد، فاستقبل, فظننت أن له حاجة، فجلست على شفير، وأبطأ علي، قال: فخشيت عليه، ثم سمعته كأنه يناجي رجلا، ثم خرج إلي وحده، فقلت: يا رسول الله، من الرجل الذي كنت تناجي؟ فقال: أو سمعته؟ قلت: نعم، قال: فإنه جبريل أتاني، فبشرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: نعم» (١).

- وفي رواية: «كنت أمشي مع النبي صَلى الله عَليه وسَلم في حرة المدينة، عشاء، ونحن ننظر إلى أحد، فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهبا، أمسي ثالثة وعندي منه دينار، إلا دينارا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا، وحثا عن يمينه، وبين يديه، وعن يساره، قال: ثم مشينا، فقال: يا أبا ذر، إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا، وهكذا، وهكذا، وحثا عن يمينه، وبين يديه، وعن يساره، قال: ثم مشينا، فقال: يا أبا ذر، كما أنت حتى آتيك، قال: فانطلق حتى توارى عني، قال: فسمعت لغطا وصوتا، قال: فقلت: لعل رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عرض له، قال: فهممت أن أتبعه، ثم ذكرت قوله: لا تبرح حتى آتيك، فانتظرته، حتى جاء، فذكرت له الذي سمعت، فقال: ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك، لا يشرك بالله شيئا، دخل الجنة، قال: قلت: وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق» (٢).


(١) اللفظ للبخاري في «الأدب المفرد».
(٢) اللفظ لأحمد (٢١٦٧٤).