وخبر أيوب، وخالد، عن أبي قلابة، عن أَنس، صحيح لا شك ولا ارتياب في صحته، وقد دللنا على أن الآمر بذلك النبي صَلى الله عَليه وسَلم لا غيره.
فأما ما روى العراقيون، عن عبد الله بن زيد، فغير ثابت من جهة النقل، وقد خلطوا في أسانيدهم التي رووها عن عبد الله بن زيد، في تثنية الأذان والإقامة جميعا.
فرواه الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صَلى الله عَليه وسَلم؛ أن عبد الله بن زيد لما رأى الأذان، أتى النبي صَلى الله عَليه وسَلم فأخبره، فقال: علمه بلالا، فقام بلال فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، وقعد قعدة.
• أخرجه أحمد (١٥٤٥٣) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد»(١٩٠) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوَهَّاب، قال: قال إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة. و «أَبو داود»(٥٠٠) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة. وفي (٥٠٤) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة. و «ابن حِبَّان»(١٦٨٢) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، قال: حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة.
ثلاثتهم (محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، وإبراهيم بن عبد العزيز، وإبراهيم بن إسماعيل) عن عبد الملك بن أبي محذورة، أنه سمع أبا محذورة يقول:
«ألقى علي النبي صَلى الله عَليه وسَلم الأذان حرفا حرفا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، وكان يقول في الفجر: الصلاة خير من النوم»(١).