للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يديه، فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، قال: والأنصار تحته، قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورافة بعشيرته، قال أَبو هريرة: وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف علينا، فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى يقضي ـ قال هاشم: فلما قضي الوحي رفع رأسه ـ ثم قال: يا معشر الأنصار، أقلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورافة بعشيرته؟ قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله، قال: فما اسمي إذا، كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم، قال: فأقبلوا إليه يبكون، ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله، قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم» (١).

- وفي رواية: «عن عبد الله بن رباح، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أَبو هريرة، فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لأصحابه، فكانت نوبتي، فقلت: يا أبا هريرة، اليوم يومي، فجاؤوا إلى المنزل، ولم يدرك طعامنا، فقلت: يا أبا هريرة، لو حدثتنا عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم حتى يدرك طعامنا، فقال: كنا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يوم الفتح، فجعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى، وجعل الزبير على المجنبة اليسرى، وجعل أبا عبيدة على البياذقة، وبطن الوادي، فقال: يا أبا هريرة، ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فجاؤوا يهرولون، فقال: يا معشر الأنصار، هل ترون أوباش قريش؟ قالوا: نعم، قال: انظروا إذا لقيتموهم غدا أن تحصدوهم حصدا، وأَحفى بيده، ووضع يمينه على شماله، وقال: موعدكم الصفا، قال: فما

⦗٦٦٥⦘

أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه،


(١) اللفظ لأحمد (١٠٩٦١).