للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكتبت إلى كسرى كتابا فمزقه، فمزقه الله ممزق الملك، وكتبت إلى قيصر كتابا فأجابني فيه، فلم يزل الناس يخشون منهم باسا ما كان في العيش خير، ثم قال لي: ممن أنت؟ قلت: من تنوخ، قال: يا أخا تنوخ، هل لك في الإسلام؟ قلت: لا، إني أقبلت من قبل قوم، وأنا فيهم على دين، ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع إليهم، قال: فضحك رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أو تبسم، فلما قضيت حاجتي قمت، فلما وليت دعاني، فقال: يا أخا تنوخ، هلم فامض للذي أمرت به، قال: وكنت قد نسيتها، فاستدرت من وراء الحلقة، وألقى بردة كانت عليه عن ظهره، فرأيت على غضروف كتفه مثل المحجم الضخم» (١).

- وفي رواية: «عن سعيد بن أبي راشد، قال: كان رسول قيصر جارا لي زمن يزيد بن معاوية، فقلت له: أخبرني عن كتاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إلى قيصر، فقال: إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أرسل دحية الكلبي إلى قيصر، وكتب معه إليه كتابا يخيره بين إحدى ثلاث: إما أن يسلم وله ما في يديه من ملكه، وإما أن يؤدي الخراج، وإما أن ياذن بحرب، قال: فجمع قيصر بطارقته وقسيسيه في قصره، وأغلق عليهم الباب، وقال: إن محمدا كتب إلي يخيرني بين إحدى ثلاث: إما أن أسلم ولي ما في يدي من ملكي، وإما أن أؤدي الخراج، وإما أن آذن بحرب، وقد تجدون فيما تقرؤون من كتبكم، أنه سيملك ما تحت قدمي من ملكي، فنخروا نخرة، حتى إن بعضهم خرجوا من برانسهم، وقالوا: ترسل إلى رجل من العرب، جاء في برديه ونعليه بالخراج، فقال: اسكتوا، إنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم ورغبتكم فيه، ثم قال: ابتغوا لي رجلا من العرب، فجاؤوا بي، فكتب معي إلى النبي صَلى الله عَليه وسَلم كتابا، وقال لي:

⦗١١٠⦘

انظر ما سقط عنك من قوله، فلا يسقط عنك (٢) ذكر الليل والنهار،


(١) اللفظ لعبد الله بن أحمد (١٦٨١٣).
(٢) تصحف في المطبوع من «مسند أبي يَعلى» إلى: «عنك»، وهو على الصواب في «تاريخ دمشق» ٢/ ٣٩، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٤٦٥٠ و ٦٣٤٣)، إذ نقلاه عن طريق أبي يَعلى.