للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأتيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وهو مع أصحابه، وهم محتبون بحمائل سيوفهم حول بئر تبوك، فقلت: أيكم محمد؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فدفعت إليه الكتاب، فدفعه إلى رجل إلى جنبه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: معاوية بن أبي سفيان، فقرأه فإذا فيه: كتبت تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار إذا؟ فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: يا سبحان الله، إذا جاء الليل فأين النهار؟ فكتبته عندي، ثم قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إنك رسول قوم، فإن لك حقا، ولكن جئتنا ونحن مرملون، قال عثمان: أكسوه حلة صفورية، فقال رجل من الأنصار: علي ضيافته، وقال لي قيصر فيما قال: انظر إلى ظهره، فرأى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أني أريد النظر إلى ظهره، فألقى ثوبه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم في نغض الكتف، فأقبلت عليه أقبله، ثم قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إني كتبت إلى النجاشي فأحرق كتابي، والله محرقه، وكتبت إلى كسرى عظيم فارس، فمزق كتابي، والله ممزقه، وكتبت إلى قيصر فرفع كتابي، فلا يزال الناس، ذكر كلمة، ما كان في العيش خير» (١).

أخرجه أحمد (١٥٧٤٠) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني يحيى بن سليم. و «عبد الله بن أحمد» ٤/ ٧٤ (١٦٨١٣) قال: حدثنا سريج بن يونس، من كتابه، قال: حدثنا عباد بن عباد، يعني المهلبي. وفي ٤/ ٧٥ (١٦٨١٤) قال: حدثني أَبو عامر، حوثرة بن أشرس، إملاء علي, قال: أخبرني حماد بن سلمة. و «أَبو يَعلى» (١٥٩٧) قال: حدثنا حوثرة بن أشرس، قال: حدثنا حماد بن سلمة.

ثلاثتهم (يحيى بن سليم، وعباد بن عباد، وحماد بن سلمة) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد مَولًى لآل معاوية، فذكره (٢).


(١) اللفظ لأبي يَعلى.
(٢) المسند الجامع (١٥٤٧٨)، وأطراف المسند (١١٠٣٩)، والمقصد العَلي (١٢٥٠)، ومَجمَع الزوائد ٨/ ٢٣٤، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (٤٦٥٠ و ٦٣٤٣).
والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» ١/ ٢٦٦.