قال الخطيب: قلت: وأيضا فمسروق ولد باليمن، ولم يقدم المدينة إلا بعد وفاة النبي صَلى الله عَليه وسَلم إما في خلافة أَبي بكر، أو بعدها، وقد روى الإمام أحمد حديث مسروق، في الإفك هذا، من طريق علي بن عاصم، وأبي جعفر الرازي، عن حصين، عن أبي وائل، عن أم رومان، لم يقولا فيه: حدثتني، ولا سمعت.
ورواه أَبو سعيد الأشج، عن محمد بن فضيل، فقال فيه: عن مسروق، قال: سئلت أم رومان، وهي أم عائشة، فذكرت القصة.
قال الخطيب: وهذا أشبه مما رواه البخاري، ولعل التصريح بالسماع جاء فيه من حصين، فإنه اختلط في آخر عمره.
⦗٢٤٨⦘
قال العلائي: قلت: وهذه فائدة جليلة، نبه عليها الحافظ الخطيب، رحمه الله، وحاصلها أن الحديث الذي أخرجه البخاري مرسل، وخفي ذلك على الإمام البخاري، والله أعلم. «جامع التحصيل»(٧٥١).
- وقال المِزِّي: روي عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، عن أم رومان، وهو أشبه بالصواب، قال الحافظ أَبو بكر الخطيب: هذا حديثٌ غريبٌ من رواية أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان، لا نعلم رواه عنه غير حصين بن عبد الرَّحمَن، وفيه إرسال، لأن مسروقا لم يدرك أم رومان، وكانت وفاتها على عهد رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وكان مسروق يرسل رواية هذا الحديث عنها، ويقول: سئلت أم رومان، فوهم حصين فيه، إذ جعل السائل لها مسروقا، اللهم إلا أن يكون بعض النقلة كتب:«سُأِلَتْ» بالألف، فإن من الناس من يجعل الهمزة في الخط ألفا، وإن كانت مكسورة، أو مرفوعة، فيبرأ حينئذ حصين من الوهم فيه، على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب، قال: وأخرج البخاري هذا الحديث في «صحيحه» لما رأى فيه عن مسروق، قال: سألت أم رومان، ولم تظهر له علته، وقد بينا ذلك في كتاب المراسيل، وأشبعنا القول بما لا حاجة لنا إلى إعادته. «تحفة الأشراف»(١٨٣١٨).