للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أُسامة بن زيد الذي أخرجه ابنُ ماجةَ (١٥٨٨) أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكَى وهو يحملُ ابنًا لبعض بناته وهو يحتضر، فقال له عُبادة بن الصَّامت: ما هذا يا رسول الله؟ قال: "الرحمة التي جعلَها الله في بني آدم، وإنما يَرْحمُ اللهُ من عباده الرُّحماء"، فتعقبناه أنَّ الصواب في القائل هو سَعْد بن عُبادة وليسَ عُبادة بن الصامت، كما جاء في طُرُق الحديث، وقد رواه موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد بن زياد عند البُخاري (٩/ ١٦٤ ح ٧٤٤٨) وفيه القائل سَعْد بن عُبادة على الصواب (١).

إنَّ آلاف التَّصْويبات التي أجريناها على أسانيدِ الكُتُب المكوِّنة لهذا "المُسْنَد المُصَنَّف المُعَلَّل" ومُتونها لتنبئُ عن الجُهد المُتَميِّز الذي بُذِلَ فيه، ولم نَسْتَثن من ذلك النَّشرات التي قامَ بها المشاركون في تصنيف هذا "المُسْنَد" وتحقيقه، كما في طبعة عالم الكتب من مُسند الإمام أحمد التي حققها محمود خليل ورفاقه (٢)، أو طبعة دار الغرب الإسلامي لجامع التِّرمذي التي حققها بشار عواد معروف (٣)، أو طبعة دار الجيل لسنن ابن ماجة التي حققها بشار عواد معروف أيضًا (٤)، فإنَّ الصوابَ كان دائمًا وأبدًا هاجسنا، مع إيمانٍ تامٍّ بأن الحَقَّ أحقُّ أن يُتَّبَع، وأنَّ تصحيحَ ما وقعنا فيه من خطأ نحن أولى بتَصحيحه قبل غيرنا، ومن ثم صارَ هذا "المُسْنَد المُصَنَّف المُعَلَّل" يمثِّلُ أصح طبعة لكل كتاب من كتبه الثلاثة والعشرين المكوِّنة له إن شاء الله تعالى، فالحمدُ له على ما تفضَّلَ وأنْعَمَ.

ونَرَى من المفيد أن نُقَدِّمَ نموذجًا واحدًا يمثِّل ما أشرنا إليه من تَصْحيح وتَحْقيق وتَدْقيق هو: النسخة التي اشتمل عليها هذا الكتاب من "مسند" الإمام أحمد بن حنبل، فقد كانت بين أيدينا كل الطبعات التي بُذِلَ فيها جُهد ما، فقابلنا بينها وثَبَّتنا الاختلافات، وهي طبعات: الميمنية (١٨٦٩ م)، وعالم الكتب بتحقيق محمود خليل والسيد أبو المعاطي النُّوري يرحمه الله (١٤١٩ هـ / ١٩٩٨ م)، والرسالة بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط


(١) المسند المصنف المعلل ١/ ٢٢٧، حديث (١١٠).
(٢) ينظر مثلًا المسند المصنف المعلل، الأحاديث (٢٦٩٩) و (٢٨٧٢) و (٣٠٢٨) و (٣٨٢٦) و (٣٨٣١) و (٥٤٩٧) وغيرها.
(٣) تنظر مثلًا الأحاديث: (٢٨٨٢) و (٤٠١٧) و (٥٤٠٦) و (٥٤٤٩) وغيرها.
(٤) تنظر مثلًا الأحاديث: (٣٤٤٨) و (٥٣٨١) و (٥٩٩٦) وغيرها.