للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٨٨٠ - عن رجل من عبد القيس، قال: كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئًا كرهته، ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم، فبينا أنا مع طائفة منهم، إذ رأوا رجلا خرج كأنه فزع، وبينهم وبينه نهر، فقطعوا إليه النهر، فقالوا: كأنا رعناك، قال: أجل، قالوا: ومن أنت، قال: أنا عبد الله بن خباب بن الأرت، قالوا: عندك حديث تحدثناه، عن أبيك، عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ فقال: حدثني أبي، عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم:

«إن فتنة جائية، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، فإذا لقيتهم، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول، فلا تكن عبد الله القاتل».

قال: فقربوه إلى النهر فضربوا عنقه، فرأيت دمه يسيل، يجري على الماء، كأنه شراك ما ابذقر بالماء، حتى توارى عنه، ثم دعوا بسرية له حبلى، فبقروا عما في بطنها (١).

- وفي رواية: «عن رجل من عبد القيس، كان مع الخوارج، ثم فارقهم، قال: دخلوا قرية، فخرج عبد الله بن خباب ذعرا، يجر رداءه، فقالوا: لم ترع، قال: والله، لقد رعتموني، قالوا: أنت عبد الله بن خباب، صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ قال: نعم، قال: فهل سمعتَ من أبيك حديثا يحدثه عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم تحدثناه؟ قال: نعم، سمعته يحدث، عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؛ أنه ذكر فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير

⦗٥٦٧⦘

من الساعي، قال: فإن أدركت ذاك، فكن عبد الله المقتول، (قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال:) ولا تكن عبد الله القاتل».

قالوا: أأنت سمعت هذا من أبيك، يحدثه عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ قال: نعم، قال: فقدموه على ضفة النهر، فضربوا عنقه، فسال دمه كأنه شراك نعل ما ابذقر، وبقروا أم ولده عما في بطنها (٢).


(١) اللفظ لابن أبي شيبة.
(٢) اللفظ لأحمد (٢١٣٧٨).