بن مالك يقول:((يا رحمان! يا رحيم! يا أرحم الراحمين! )) فقال له رسول الله صلع: ((سل ربك، فقد نظر إليك.))
٢٣١ - سئل حنفي عن المحرم هل يعصم على القصاص. فأجاب بأنه يعصم، لقوله تع:{إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين}، {فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا}.
فأجيب بأنه لا حجة في الآية؛ لأن البيت هو نفس الكعبة. وعندنا تعصمه الكعبة عن القتل.
قال: بل هل الكناية في قوله تع: {دخله} راجعة إلى ما فيه {مقام إبراهيم}؟ لأنه قال:{فيه آيات بينات مقام إبراهيم}، وليس مقام إبراهيم في البيت، لكنه في الحرم.
قيل له: لا يجوز أن يكون المراد به مكة لوجهين، لأنه قال:{للذي ببكة}؛ ومحال كون مكة ببكة، فيكون الشيء ظرفًا لنفسه. ولأن الحرم أكبر من مكة، لأنه من جهةٍ سبع فراسخ، ومن جهةٍ أربع فراسخ؛ ومحال كون ما هو أكبر من مكة بمكة. ولأنه ليس ههنا مذكور سوى البيت؛ فكيف نرجع الهاء إلى غير مذكور، وفي الآية مذكور ترجع الهاء إليه.
٢٣٢ - وجرى فصل في قتل المسلم بالذمي أن الإيمان آكد الحاقنين، والذمة