للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أجاب المالكي بأن قال: إن الأنعام تنمي بنفسها، فلا يمنع العمل نماءها. والذهب والفضة لا تنمي بذاتها، بل بتقليبها، والإعداد للبس والزينة يمنع التقليب.

قالوا له: هذا كلام من لا يعرف العوامل. فإن العوامل يشغلها العمل عن النزو. ولهذا ترى ألف فدان في قرية لا تنمي عجلًا واحدًا. والجمالون يكون مع الأغنياء منهم ألف جمل وألف ناقة لا يتبعها فصيل واحد. كل ذلك لكون العمل مشغلًا ومعجفًا. وكذلك جمال البزازين نوق وجمال، ولا ترى فيها ما يولد؛ وإن ولدت، فالعمل [لا] يورثها من نقصان ذواتها مالًا تفي به ما نمت من نتاجها وأولادها. والبهائم بخلاف الآدميين. فإن العوام وأهل المهن والصنائع يولدون ويكثر أولادهم؛ والمترفون وأرباب الرفاهية يتحسرون على الأولاد فلا يرزقون.

٣٩٣ - هل يتأجل والحال من الديون بتأجيل المتداينين والمتقارضين

قال شافعي: لا يتأجل. لأنه تبرع مطلق، فلا يمنع من الرجوع فيه قبضه والتصرف فيه؛ كإباحة الطعام وعارية الأعيان. يوضح هذا أن القرض في الحقيقة ((ليس بتمليك عندنا. ولهذا يسترجعه؛ ولهذا لا يملك به

<<  <  ج: ص:  >  >>