مصعب، كتب إليه أبو بكر يهنئه بالولاية: أما بعد، فإن الحظ الذي حصل به أمير المؤمنين ورآك أهله نحن به معترفون، وعلى الإحسان منك فيه معولون. فتول من عرف حقك بعين كلاءتك ترده الحياطة اعترافًا بواجبك. والسلام.
فكتب إليه أبو البختري: أما بعد، فما كان الله ليرانا متفاوتين فيما ذكرت. وما كان الله ليجدني غافلاً عن حق رجل من المسلمين. فثبت الله عزمك وأعاننا على ما فيه رشدنا وصلاحكم. والسلام.
٦٨٥ - وروى أنه لما عزل علي بن عيسى بن ماهان عن خراسان، وولى هرثمة ابن أعين، كتب إليه علي: أنت -أكرمك الله -أحق نظرائك بخصوص الكرامة وعموم النعمة التي رآك أمير المؤمنين لها أهلاً. ولم يزل مكاني عن قواعد العمل إذ كنت أنت رب الولاية. فخصني بإيراد أمورك علي، فإني غير قاطع عنك ما يتبنى قربة المودة، وتتأكد بإدامته الأخوة -إن شاء الله.
فكتب إليه هرثمة: شاهداك عندي -أعزك الله -بما قلت معدلان، وإن لرعيتي فيما عليه عزمك دليلاً يبعثه الحرص على ما أومأت إليه وحببت عليه. فكن بذلك واثقًا -إن شاء الله. [ ... ]