قال عالم: العقل أفضل ما منحه الله خلقه، وامتن به عليهم في استعماله في طاعة مانحه وتعظيم أمره ونهيه، ليقع الشكر من النعمة موقعه، واستعمله بعد ذلك في مكارم الأخلاق مع خلق الله. فإن من جميل شكره الإحسان إلى خلقه. وثمرة العقل طاعة الله فيما أمرك به ونهاك، وعدلك في معاملة الناس في التأدب لهم والإنصاف. فعقل لا يثمر طاعة الحق ولا إنصاف الخلق، كعين لا تبصر وأذن لا تسمع.
٦١٢ - جرى في عزاء الشيخ الإمام أبي الخطاب
مسألة إهداء الثواب إلى الأموات
استدل فيها شافعي، وهو جمال الأئمة ولد الشيخ أبي بكر الشاشي رضه، بقوله تع:{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
فاعترض عليه حنبلي محقق فقال: أنا قائل بالآية. ولكن هذا من آثار سعيه. لأنه لا يصدر هذا إلا من قريب، أو ولد، أو صديق أكتسب موالاته؛ أو كان ولداً، فهو من كسبه، حيث قال النبي صلع: أولادكم أكسابكم، فكلوا من أطيب كسبكم. وقال الله تع:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}. وآثار أكسابه كسب له. قال سح:{ونكتب ما قدموا وآثارهم}. ولهذا قال الشافعي، كما قال أحمد وزاد عليه، فيمن مات ولم يحج: والعبادة عبادة بدن وقد هلك محلها وهو