السن التي كان فيها ليس بآلة للنطق. وإنما هو كاليد والرجل التي تستنطق يوم القيامة. وإذا كان مستنطقاً، كان الباري هو الذي أخبر عن حاله في المستقبل، وأنه يموت، ويوم يبعث يكون على حال السلامة، وما هو إلا كقول النبي نطقا من طريق الوحي: أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر. هذا نطق عن الوحي، إذ لا اطلاع له بنفسه، ولا استدلال له على حاله يوم البعث.
٣٦٩ - وسئل حنبلي عن قول بعض أصحاب الشافعي من المجتهدين ((إن مني الخصي نجس)) مع قولنا ((مني الفحل طاهر)) وما وجه ذلك. فقال الحنبلي: إن شيخنا أبا الفضل الهمذاني ذكر أنه يحتمل أن يكون يختلط مخرج البول والمني، فينجس بملاقاة مجرى البول. وأنا أقول إن المني إنما كان طاهرًا، لأنه صار إلى حالة يخلق منه الآدمي، وهو طاهر. وإذا كان في حق الخصي، لم ينطبخ كما يجب، فيكون مبتدأ، فهو كالمذي والدم الذي لم يستحل منيًا، والعلقة، على قول من يقول بنجاستها، قبل أن تستحيل مضغة. فإذا كان لنا مبادئ نجسة، فهذا لعدم الانطباخ