أنه قد بان من تمام قدرته وكمالها أنه يعدم النار التعذيب لأجساد ذات أرواح في بعض الحيوان، كالنعام والسمندل. فالجسد والروح مجتمعان، وقد أعد ما ألم النار. من يعدم ألم النار لأجساد ذات أرواح، لا يغرب عليه إيصال إيلام النار إلى أجساد لا أرواح فيها.
ألا تراه في اطراد العادة لو اختل شيء من أدوات النطق لم يتحصل كلام صحيح مع اختلال أدواته. ثم تنطق الأعضاء فتشهد ولا أجزاء لها من أدوات النطق. وكم يفعل أشياء عند وجود أشياء في اطراد العادة، ثم يخرج عن تلك القوانين ويأتي بتلك الأشياء؟ فإنه لا ينطق إلا بعد السنين، وأنطق عيسى في المهد. وادخر في السفينة من كل زوجين اثنين، وكلٌ يظن أنه لا يصح منه الابتداء للخلق، ولا يدخل تحت مقدوره إلا بالتولد والتسلسل. ثم خلق آدم، لا من ذكر وأنثى، وخلق عيسى من أنثى، بغير ذكر، وخلق حواء من عظم، لا ذكر ولا أنثى. فلا ينبغي أن نجحد مقدوره لأجل أنسنا إلى اطراد العادات. وكم خرق ليزول هذا الاستشعار عنا! وكم مضى على نمط واحد حتى يظن أنه لا يقدر على سواه!
٧٢٠ - كانت دعوة أمير المؤمنين علي عم إذا رأى الهلال: اللهم اجعلنا أهدى من نظر إليه، وأزكى من اطلع عليه.