فقال {حق تقاته} أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. فلما انضم هذا القول إلى ظنونهم، أزال الباري سح الإشكال، وفسر كلامه بما أرد من الحق وعناه، مثلما فسر قوله:{وآتوا حقه يوم حصاده}. ولم يكن ذلك نسخًا، بل كان تفسيرًا وبيانًا لمقدار الحق. كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة. فبطل ما ادعوه من النسخ.
٣٥٩ - قول النبي صلعم عند العقبة ((إن الزمان قد استدار
كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض)) وما معناه؟
قال العلماء: إنما أراد ما شهد به سياق الخبر. وهو أنه قال إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله، منها أربعة حرم، فأخبر أن الشهور اثنا عشر شهرًا، وأن منها أربعة حرم. والجاهلية بدلت وغيرت بما كانوا وضعوه من النسيء، وغيروا شهرًا، فكان شهر. فلما جاءت شريعته صلعم أزال تغييرهم وأعاد تحريم ما حرمه الله من غير تبديل ولا تغيير. فعادت الشهور على ما كانت يوم خلق الله السماوات والأرض.- والله أعلم.
٣٦٠ - استدل حنبلي في مسألة الخلوة بقوله: قضت السنة أن من أغلق بابًا أو أرخى سترًا فعليه المهر، دخل أو لم يدخل.