فالتفت كالمنكر لذلك. فعاد إليه عبد الأعلى وقال: جعلت فداك! والله ما علمت به، ولا استهبته حتى سمعته.
ومن جملة أخباره أنه أتاه الفرزدق، فسأله أن يصلي على النوار امرأته، فأبى واعتل عليه، فقال: يا أبا سعيد إذًا تجللني وإياها عارًا وخزي الأبد. فأجابه إلى ذلك. ولما طلعا من الدرب، قال الفرزدق للحسن:((ألا تدري ما يقول الناس الساعة، يا أبا سعيد؟ )) قال: ((وما عساهم يقولون؟ )) قال: ((يقولون هذا الحسن خير الناس، وهذا الفرزدق شر الناس.)) فقال الحسن: ((ما أنا بخير الناس، ولا أنت بشر الناس.)) فصلى عليها.
٧٥٩ - لبعضهم:
إن الليالي لم تحسن إلى أحدٍ ... إلا أساءت إليه بعد إحسان
لا تغبطن أخا الدنيا بمقدرةٍ ... فيها وإن كان ذا عزٍ وسلطان
يكفيك من غير الأيام ما صنعت ... حوادث الدهر بالفضل بن مروان
ألعيش حلوٌ ولكن لا بقاء له ... جميع ما الناس فيه زائلٌ فان
٧٦٠ - سئل أبو العباس بن عطاء: ما العبودية؟ فقال: ترك الاختيار وملازمة الافتقار. قال حنبلي: نجز كلامهم. أراد: ترك الاختيار مع