للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من غير هذه الجهات، فإن جهة العلو ما جرت العادة بمن يجيء منها، ولا من جهة تحت؛ كما أنه لا يأتي في صورة ينكرونها؛ كما جاء أهل بدر إلى من الكسار فقال لهم: ((إني جار)) وقال ما قال.

٦٦٥ - قال قائل: مسكين، ابن أدم! الشيطان يأتيه بالإغواء من أربع جهاته ومعه قرين من الجن لا يفارقه؛ وملكان عن يمينه وشماله يحفظان عليه أعماله؛ ومن داخل الطبع والهوى ودواعيهما؛ وفي المخالطات مدارة هذا العالم في المعاملات معاينة ومخاطرة ومعاناة العيال في البيوت. فأي صبابة تبقى له مع هذه المحن؟

إجابة حنبلي يدقق في المعاني، فقال: إن من ترك لك جهتين: جهة فوق للتلاحي، فإذا مستك هذه القوارص وأحاطت بك هذه الدواهي، تلاجيت، وجهة الأرض التي إذا سجدت عليها ناجيت، لقد وسع لك ما ضاق، ودفع عنك ثقل الإزهاق. لا سيما وقد منحك النور، الذي يضيء لك طرق الهداية؛ ويعرفك من جلال الله ما يمدك به من العواصم، المانعة لك من أعدائك ويعذك من القواصم. وكفي بالله مانعًا وإن كثر- الطالبون لك، وقامعًا لمكائد الأعداء وإن تظارفوا عليك. وأما الحفظة عليك أعمالك، فإنك إذا راعيت نظر الحق وشهوده إياك بقوله: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}، سقطًا من عينك، وتحقق لك العمل لمن شهدك، دون من يشهد عليك، فصفت الأعمال عن أن

<<  <  ج: ص:  >  >>