٢٧ - قال الأحنف لابنه: يا بني! ثمانية إن أهينوا فلا يلاموا إلا أنفسهم: من أتى مائدة لم يدع إليها؛ والمتأمر على أهل البيت في بيته؛ ومن جلس مجلسًا لا يستحقه؛ والداخل بين اثنين في شيء -أو قال: في أمر -لم يدخلاه فيه؛ وطالب الخير من اللئام؛ وطالب الفضل من أعدائه؛ والمقدم بالدالة على السلطان.
٢٨ - سأل سليمان بن علي أبا عمرو بن العلاء عن شيء، فصدقه عما سأله. فلم يرضه الصدق فيما سأله، فغضب. فخرج أبو عمر وهو يقول:
[المتقارب]
أنفت من العار عند الملوك ... وإن أكرموني وإن قربوا
إذا ما صدقتهم خفتهم ... ويرضون مني أن يكذبوا
٢٩ - قال الحسن يومًا: اعتبروا المنافق بثلاث خلال: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. فبلغ قوله عطاء بن أبي رياح، فقال: قد كانت هذه الثلاث خلال قد كملت ((في ولد يعقوب: حدثوه فكذبوه، ووعدوه فأخلفوه، وائتمنهم فخانوه. فأعقبهم الله التوبة. فبلغ ذلك الحسن، فقال: وفوق كل ذي علم عليم.