دعوة أو لطمة، وانظر ما يظهر من الأب في حقك من المقت والعتب والنفور! إنما هو سخط بحكم فورة غضب ووراءها إشفاق الطبع، مثل ما يظهر من الإنسان من لطم أو صك في صدر. فإذا جاء إنسان وفعل ما يقتضي مساعدته، مثل أن لطمه أخرى، ظهر الغضب والسخط على فاعل ذلك.
وقال هو: أما قولكم إنه لا تساعده نفسه على الشهادة على زوجته، لما يدخل عليه من الأنفة والغيرة والعار، فمثل هذا لا يدفع التهمة الحاصلة؛ كإشفاق الأبوة لا يمنع تهمة الفسق في الأب، حتى إنه إذا شهد على ابنه لا يقال إن غاية ما يتهم به في الشهادة عليه مع الفسق أن يكذب على من يشهد عليه. ومعلوم أن طبعه وإشفاقه الطبيعي يمنعه من الكذب. ثم لم يعمل هذا القدر من الإشفاق في مقاومة تهمة الفسق حتى تجبر الشهادة على الابن. كذلك لا يقاوم ما تعلقت به من إشفاق العار على نفسه بزنا زوجته ما يحصل من تهمته في شهادته عليها بالخيانة له في أمانته، حيث [هي] محل إيداع مائه وحفظ أولاده وتحصين فرجها الذي هو محل استمتاعه.
٣٤٤ - شذرة
هو رب حقيقة. هل كنت أنت عبدًا له حقيقةً؟ هل في الوجود من كان لله قط كما كان الله له؟